للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نَصْر بن إبْراهيم الزَّاهِد، عن أبي الحَسَن السِّمْسَار، قال: أخْبَرَنَا أبو الحَسَن مُحَمَّد بن يُوسُف البَغْدَاديّ، قال: حَدَّثَنَا الحَسَن بن رَشِيق، قال: حَدَّثَنَا يَمُوت بن المُزَرِّع، قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن حُمَيْد اليَشْكُريّ، قال: أخْبَرَنَا عَمِّي مُعَاذ بن أسَدٍ، قال: أقَرَّ ابنُ لخاَلِد بن عَبْدِ الله القَسْرِيّ على زَيْدٍ بن عليّ، ودَاوُد بن عليّ بن عَبْد الله بن العبَّاس، وأيُّوْب بن سَلَمَة المَخْزُوميّ، ومُحَمَّد بن عُمَر بن عليّ، وسَعْد بن إبْراهيم بن عبد الرَّحْمن بن عَوْف أنَّهم قد أزْمَعُوا على خَلْعْ هِشَام بن عَبْد المَلِك، فقال هِشَام لزَيْدٍ: قد بَلَغني كَذَا وكذا؟ قال: ليسَ كما بَلَغكَ يا أَمِير المُؤْمنِيْن، قال: بلى قد صَحَّ عندي ذلك، قال: أحْلفُ لك؟ فقال: وإنْ حَلَفْتَ فأنتَ غيرُ مُصَدَّق، فقال زَيْد: إنَّ الله لَم يَرْفَع من قَدْر أحدٍ أنْ يُحْلَفَ له باللهِ فلا يُصَدِّق، ولا وَضَعَ من قَدْر أحدٍ أنْ يَحْلِفَ بالله فلا يُصَدَّق، فقال له هِشَامُ: أخْرُج عنِّي، قال إذًا لا تَرَاني إلَّا حيثُ تَكْره، فمَّا خَرَجَ من بين يَدَي هِشَام، قال: منْ أَحبَّ الحَيَاة ذَلَّ. فقال له الحاَجِبُ: أبا الحُسَين، لا يَسْمَعَنَّ هذا منك أحَد، فقال مُحَمَّد بن عُمَر: إنَّ أبا الحُسَين لمَّا رَأى الأرْض قد أطْرَقَت جَورًا ورَأى قلَّة (a) الأعْوَان وتَخَاذُل النَّاس كانت الشَّهَادَةُ أَحبَّ الميْتَاتِ إليهِ، فخَرَجَ وهو يَتَمَثَّلُ بهذَيْن البَيْتَيْن: [من البسيط]

إنِّ المُحَكَّمَ (b) ما لَم يَرْتَقِبْ حَسَدًا … أو يرْهب السَّيْفَ أو وَخْزَ القَنَا هتَفَا

مَنْ عَاذَ بالسَّيْفِ لاقَى فرجةً عجبًا … مَوتًا على عَجَلٍ أو عَاشَ فانْتَصَفا

أخْبَرَنا ابن طَبَرْزَد إذْنًا، قال: أخْبَرَنا أَبُو غالِب وأبو عَبْد الله ابْنَا البَنَّاء، قالا: أخْبَرَنا أبو جَعْفَر بن المُسْلِمَة، قال: أخْبَرَنا أبو طَاهِر المُخَلِّص، قال: حَدَّثَنَا أحْمَدُ بن


(a) الأصل: قبله، والمثبت من تاريخ ابن عساكر ١٩: ٤٦٧.
(b) الأصل: المحلم، وانظر ابن عساكر ١٩: ٤٦٧، وتاريخ الإسلام ٣: ٤١٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>