للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المُوَكَّل بخَشَبَته: رأيْتُ النَّبِيّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّم في النَّوْم وقد وقفَ على الخَشَبَةِ وقال: هكذا تَصْنَعُوِنَ بوَلدِي من بَعْدي. يا بُنَيّ، يا زَيْد، قَتَلُوك قَتَلَهُم الله، سَلبُوكَ سَلَبهُم (a) الله، فخَرَج هذا في النَّاسِ، وكَتَبَ يُوسُف بن عُمَر إلى هِشَامٍ أنْ عَجِّلْ إلى العِرَاق فقد فَتَنَهُم، فكَتَبَ إليهِ: احْرِقْهُ بالنَّار، فأحْرَقَهُ، رَحْمَةُ الله عليهِ.

أنْبَأنَا ابن طَبَرْزَد، عن أبي غَالِب بن البَنَّاء، عن أبي مُحَمَّد الجَوْهَرِيّ، قال: أخْبَرَنا أبو عُمَر بن حَيَّوْيَه، قال: أخْبَرَنَا سُليْمان بن إسْحَاق الجلَّابُ، قال: حَدَّثَنَا حَارِثُ بنُ أبي أسامَة، قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن سَعْد (١)، قال: أخْبَرَنا مُحَمَّدُ بن عُمَر، قال: أخْبَرَنَا عَبْدُ الله بن جَعْفَر، قال: دَخَل زَيْد بنُ عليٍّ على هِشَام بن عَبْد المَلِك فرفَع دَيْنًا كَثِيْرًا وحَوَائِج، فلَم يَقْضِ له هِشَام حاجةً، وتَجَهَّمَهُ وأسْمَعَهُ كَلَامًا شَديْدًا. قال عَبْد الله بن جَعْفَر: فأخْبَرَني سَالِم مَوْلَى هِشَام وحَاجِبُهُ أنَّ زَيْد بن عليَّ خَرَجَ من عند هِشَام وهو يأخُذ شَاربَهُ (b) ويَفْتِلهُ ويقُول: ما أَحبّ الحَيَاة أحدُ قَطّ إلَّا ذَلّ، ثمّ مَضَى فكان وَجْهه إلى الكُوفَة، فخَرَجَ بها، ويُوسُف بن عُمَر الثَّقَفِيّ عَامِل لهِشَام بن عَبْد المَلِك على العِرَاق، فوجَّه إلى زَيْد بن عليّ مَن يُقاتله، فاقْتَتَلُوا، وتفرَّق عن زَيْد مَنْ خَرَجَ معَهُ، ثُمَّ قُتِلَ وصُلِبَ.

قال سَالِم: فأخْبَرتُ هِشَامًا بعد ذلك بما كان قال زَيْد يَوْم خَرَجَ من عندِه، فقال: ثَكَلَتْكَ أُمُّكَ ألَا كُنْتَ أخْبَرتَني بذلك قبل اليَوْم! وما كان يُرضِيْه، إنَّما كانت خَمْسمائة ألفٍ، فكان ذلك أهْوَن ممَّا صَار إليهِ.

أنْبَأنَا أبو القَاسِم عَبْدُ الصَّمَد بن مُحَمَّد بن أبي الفَضْل، قال: أخْبَرَنا أبو الفَتْح نَصْرُ الله بن مُحَمَّد الفَقِيه اللَّاذِقِيّ، إجَازَةً إنْ لم يَكُن سَمَاعًا، عن أبي الفَتْح


(a) ابن عساكر: "صلبوك صلبهم"، وهو الأظهر.
(b) طبقات ابن سعد: يأخذ شاربه بيده.

<<  <  ج: ص:  >  >>