للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال الذي عندَك (a) لي صَوَافي

من غير لا عَصْفٍ ولا اصْطِرَافِ

ليس كذاك (b) وَلَدُ الأشْرَاف

فخرَجَ رُؤْبَة يَجُرُّ رِجْليهِ فقال للرِّعَاءِ: مَوْعدكم مكان كَذَا وكذا، ورَمَي بنفْسه وبَاتَ يُهَمْهِمُ ليلَتَهُ، فلمَّا كان بأعْلَى سَحَرين جاءَ إلى أشْيَاخ من قَوْمِهِ، فقال: قد كان هذا الشَّيْخُ ما قد عَلِمْتُم، وأنتُم وإنْ لَم تكُونوا شُعَرَاء فقد تَرْونَ الشِّعْر وتَعْرفُونَهُ، وقد جَاشَ صَدْري بشيءٍ، لو كان شِعْرًا فعندي منه بَحْرُ لا يُغَضْغضُ، وإلَّا يَكُن شِعْرًا رجعْتُ إلى إبلي، فاصْدقُوني عن نفسِي، فقالُوا: هَاتِ، فأنْشَدَهُم (١): [من الرجز]

إنْ أنْتَ لَم (c) تُنْصِفْ أبا الحَجَّافِ

وكان يَرْضى منْك بالإنْصَافِ

وهو عليكَ دَائم التَّعْطَاف (d)

فَمرَّ في أُرْجُوزَة، فقالُوا: والله لقد أخَذْتَ غَرْبَهُ، وسَلكْتَ مَنْهَجَهُ، ووَرَدْتَ بَحْرَهُ، ولأنْتَ أشْعَر منه، قال: فواللهِ لا أتبَعُ ذنَبَ بَعِيْر أبدًا!.

وسَمِعَ العَجَّاجُ بإنْشَادِه، فخَرَجَ إليهِ، فقال: أَلعِبَتْ بكَ جنُّ بَوى اللَّيْلة، يعني مَرْعىً لهم، فلَيْتكَ تقُولُ شِعْرًا، ولكنَّكَ أوْغَدُ من ذَاك! فأنْشَدَهُ، فقال: اشْهدوا أنَّ أمرَ عَقْرَبَ بيَده، فقَال: اشْهَدُوا أنَّها طَالِق سَبْعِين.

قال: وأخْبَرَني عَبْدُ الله بن يَحْيَى العَسْكَريّ، قال: حَدَّثنا أحْمَد بن مُحَمَّد الأسَدِيّ، قال: حَدَّثنا أبو حَاتِم السِّجِسْتَانِيّ، قال: حَدَّثنا أبو عُبَيْدَة، قال: حَدَّثَنا


(a) الديوان ومجموع أشعار العرب: جمعت.
(b) الديوان ومجموع أشعار العرب، كذا كم.
(c) ديوانه: إنك لم.
(d) ديوانه: واسع العِطَاف.

<<  <  ج: ص:  >  >>