للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أنْبَأنَا أبو حَفْص المُؤدِّب، عن أبِي غَالِب بن البَنَّاء، عن أبي مُحَمَّد الجَوْهَريّ، قال: أخْبَرَنا أبو عُبَيْد الله المَرْزُبانيّ إجَازةً، قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن الحَسَن بن دُريْد، قال: أخْبَرَنا خَلَف بن أحمد، أبو مُعَاذ الضَّرِيْر، عن دِمَاذٍ، عن أبي عُبَيْدَة، عن يُونُس، قال: كان رُؤْبَةُ بن العَجَّاج يَرْعَى إبل أبيهِ ويَقُوم عليها حتَّى صار رَجُلًا كَامِلًا وهو لا يَرجُزُ ولا يَشْعُر، وتزَوَّج العَجَّاجُ امْرأةً شابَّةً يُقال لها: عَقْرَب، فوَلَدَتْ له أوْلَادًا وغَلَبَتْ عليهِ، فكان يَقْسِم إبلَهُ على أوْلَادِه فيقُول: الفُلَانَةُ لفُلَان، والفُلَانَةُ لفُلَانٍ، فقيل ذلك لرُؤْبَة، فقال: ما العَجَّاجُ بأَحَقّ بها منِّي لئن كان أفادَهَا، إنِّي لأُقَاتِلُ عنها السِّنِين، وأنْتَجَعُ بها الغَيْثَ، وأفْعَل وأفعَل، فقالت عَقْرَبُ للعَجَّاج: اسْمَعْ هذا وأنْتَ حَيٌّ فكيفَ بنا بعدَكَ؟ فَخَرَجَ إليه العَجَّاجُ فزَجَرهُ وصَاحَ بهِ، وقال: اتْبَع إبلَكَ، ورَجَز بهِ، وقال (١): [من الرجز]

لطالَ ما أجْرَى أبو الحَجَّافِ

في فُرْقَةٍ (a) طَوِيلَةِ التَّجَافي

لمَّا رآني أُرْعِشَتْ أطْرَافي

اسْتَعْجَل الدَّهْر (b) وفيه كافِ

يَخْتَرِم الإلْفَ من الأُلَّافَ

سَرْهَفتُهُ ما شِئْتَ من سِرْهَافِ (c)

حتَّى إذا ما إذا ما آضَ ذا أعْرَاف

كالكَوْدنِ المَشْدُود بالإكَافِ


(a) ديوانه ومجموع أشعار العرب: لفرقة.
(b) الديوان: الموت.
(c) في الديوان ومجموع أشعار العرب: سرعفته … سرعاف.

<<  <  ج: ص:  >  >>