للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قُلْتُ: زُرْتُ بُرْج المِحْرَاب الّذي من بناء دَاوُد، وكان بُرْجًا عَظيْمًا بحِجَارَة عَظِيمَة هَائِلَة، وكان ثلاث طَبَقَات والمِحْرَاب في الطَّبَقَةِ الوُسْطَى، وكان شَاهِقًا، وكان عَاليًا على المَسْجِد وعلى جمِيعِ أبْنيةِ البَيْت المُقَدَّس، وهَدَمَهُ المَلِكُ النَّاصِر دَاوُد ابن المَلِك المُعَظَّم في سَنَة سِبْعٍ وثَلاثين وسِتّمائة، وحَصَرْتُ في البَيْت المُقَدَّس وَقْتَ هَدْمه (١)، وكُنْتُ مُتَوجِّهًا إلى الدِّيَار المِصْرِيَّة في رِسَالَةٍ.

أخْبَرَنا أبو الحَسَن بن أبي عَبْد اللَّه بن المُقَيَّر بالقَاهِرَة، قال: أخْبَرَنا أبو الفَضْل مُحَمَّد بن نَاصِر بن عليّ إجَازَةً، قال: أنْبَأنَا أبو إسْحاق إبْراهيمُ بِن سَعيد الحَبَّال، قال: أخْبَرَنا أبو الحَسَن أحْمَد بن مُحَمَّد بن مَرْزُوق، قال حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن أحْمَد بن عليّ أبو يَعْقُوب النَّحْوِيّ إمْلاءً، قال: حَدَّثَنَا الحَسَنُ بن عليّ القَطَّانُ، قال: حَدَّثَنَا إسْمَاعِيْلُ - هو ابنُ عِيسَى العَطَّارُ- قال: أخْبَرَنا إسْحاقُ -يعني ابن بِشْر- قال: وأخْبَرَنا سَعيد بن بَشِير، عن قَتَادَةَ، عن الحَسَن، قال: قال دَاوُد لبني إِسْرَائيِل حين مَلَكَ: واللَّه لأَعْدلنَّ عليكم، فلَم يَسْتَثْنِ فابْتُلي.

أخْبَرَنا أبو عَبْدِ اللَّه مُحَمَّد بن إبْرَاهيم بن مُسَلَّم، قال: أخْبرتْنا الكَاتبِةُ شُهْدَةُ بنت أحْمَد بن الفَرَج بن الإِبَرِيّ، قالت (a): أخْبَرَنا أبو الحَسَن أحْمَد بن عَبْدِ اللَّه بن عَبْد القَادِر، قال: أخْبَرَنا أَبو عليّ بن شَاذَان، قال: أخْبَرَنا أحْمَدُ بن سَلْمَان النَّجَّاد، قال: أخْبَرَنا أبو بَكْر بن أبي الدُّنْيا (٢)، قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّد بن بَشِير الكِنْدِيّ، قال: حَدَّثَنَا عَبْدُ المَجِيْد المَكِّيّ، عن أَبِيهِ، عن صَدَقَة بن يَسَارٍ، قال: بينا دَاوُد عليه السَّلامُ في مِحْرَابهِ، إذ مرَّت به دُرَّةٌ (b) فنَظَر إليها، وفَكَّر في خَلْقها، وعَجِبَ منها، وقال: ما يَعْبَأُ


(a) الأصل: قال.
(b) كذا في الأصل مجودًا، ومثله في كتاب ابن أبي الدنيا، ولعله: ذَرَّةٌ، واحدة الذَّرّ وهو النمل الأحمر الصغير.

<<  <  ج: ص:  >  >>