للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في سَبِيْل الله عزَّ وجلَّ، فقال عُمَر: تَمَنَّوا، فقال أحدُهم: أتَمَنَّى أنْ يكُونَ ملء هذا البَيْت ذَهَبًا فأُنْفقهُ في سَبِيْل الله، فقال: تَمنَّوا، فقال آخر: أتَمَنَّى أنْ يكُونَ ملء هذا البَيْت جَوَاهِر ونَحْوه فأُنْفقهُ في سَبِيْل الله، فقال عُمَر: تَمَنَّوا، فقالوا: ما نَتَمَنَّى بعد هذا؟ فقال عُمَر: لكنِّي أتَمَنَّى أنْ يكُونَ ملء هذا البيت رجالًا مثْل أبي عُبَيْدَة بن الجَرَّاح، ومُعَاذ بن جَبَل، وحُذَيْفَة بن اليَمَان؟ فأسْتَعْملهم في طَاعَة الله.

قال: ثمّ بَعَثَ بمالٍ إلى أبي عُبيْدَة وقال: انْظُر ما يَصْنعُ، فلمَّا أتاهُ قَسَمَهُ. قال: ثمّ بعثَ بمالٍ إلى حُذَيْفَة، قال: انظُر ما يصْنعُ، فلمَّا أتاهُ قَسَمَهُ. قال عُمَرُ: قد قُلتُ لكم أو كما قال.

وقال الحافِظُ أبو القَاسِم (١): أخْبَرَنا أبو غَالِب مُحَمَّد بن الحَسَن، قال: أخْبَرَنا مُحَمَّد بن عليّ السِّيْرَافيّ، قال: أخْبَرَنا أحْمَد بن إسْحَاق، قال: حَدَّثنا أحْمَد بن عِمْران، قال: حَدَّثنا مُوسَى بن زكَرِيَّاء، قال: حَدَّثَنَا خَلِيفَة (٢)، قال: قال أبو عُبيدَة: ومَضَى حُذَيْفَة بن اليَمَان - يعني سَنة اثنتَيْن وعشرين - بعد نَهَاوَنْد إلى مَدِينَة نَهَاوَنْد، فصَالحَه دِيْنار على ثَمانمائة ألف دِرْهَم في كُلِّ سَنَةٍ، وغَزَا حُذَيْفَة مَدِينَهَ الدِّيْنَوَر فافْتَتَحَها عَنْوَةً، وقد كانت فُتِحَتْ لسَعْد ثمّ انتقضَت، ثمّ غَزَا حُذَيْفَة مَاسَبَذَان فافْتَتَحَها عَنْوَةً، وقد كانت فُتِحَتْ لسَعْد فانْتَقضَت (a).

قال خَلِيفَة: وقد قيل في مَاه غير هذا، يقال: أبو مُوسَى فَتَح مَاه دِيْنار، ويقال: السَّائِب بن الأقْرَع، وقال أبو عُبيدَة: ثمّ غَزَا حُذَيْفَة هَمَذَان فافْتَتَحَها عَنْوَةً، ولم تكُن فُتِحَتْ قبْل ذلك، ثمّ غَزَا الرَّيّ فافْتَتَحَها عَنْوَةً، ولَم تكُن فُتحَت قبل ذلك، وإليها انْتَهت فُتُوح حُذَيْفَة. قال أبو عُبَيْدهَ: فُتُوح حُذَيْفَة هذه كُلّها في


(a) في الأصل: ثم فانتقضت.

<<  <  ج: ص:  >  >>