للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سَنة اثْنَتَيْنِ وعشرين، ويقال: هَمَذَان افْتَتَحَها المُغِيرَة بن شُعْبَة سَنَة أرْبَعٍ وعشرين، ويقال: جَرِيْر بن عَبْد الله افْتَتَحَها بأمْر المُغِيرَة.

قَراتُ في تاريخ سَعيد بن كَثِيْر بن عُفَيْر (١)، قال: ثمّ كانت سَنَة إحْدَى وعشرين، فيها وَقْعَةُ نَهَاوَنْد، قالوا: وكانت أهْل فارس والرُّوم وأصْبَهَان وهَمَذَان وقَوْس (a) المَاهَيْن - قال ابنُ عُفَيْر: المَاهين: مَاه زند ومَاه فلْق - قالوا: إنَّ صَاحب العَرَب الّذي جاءَهُم بكتابهم، وشَرَع لهم دِيْنَهم، قد مات، ومَلَّكُوا عليهم بعده هذا الّذي أَسْرَع في هُلْكِمُ ونَقَلكُم عن بِلَادِكُم، ولا نَظُنُّه مُنْتَهيًا حتَّى ينْتَزع جميع ما في أيْدِيْكم، فتَعَاهَدُوا وتَعَاقَدُوا أنْ يَسِيْرُوا إلى المُسْلمِيْن حتَّى يَنْفُوهم إلى بلادهم. فبلَغَ ذلك عَمَّار بن يَاسِر، فكَتَبَ فيه إلى عُمَر، فجَمَعَ عُمَر المُسْلمِيْن واسْتَشَارهم، فكثُرَتِ الأقَاوِيْل، فعَزِم على أنْ يكتُب إلى أهْل البَصْرَة فيُفَرَّقُوا ثلاث فرق: فِرْقَة تُقيم في الذَّرَاري حرسًا لهم، وفِرْقَة تُقيم في أهْل عَهْدهم لئلَّا يَنْتقضُوا، وفِرْقَة تَسير إلى إخْوانهم بالكُوفَة مَدَدًا لهم. واسْتَعْمَل على النَّاسِ النُّعْمان بن مُقَرِّن المُزَنِيّ، فإنْ أُصِيْبَ فحُذَيْفَة بن اليَمَان، فإنْ أُصِيْبَ فَجَرِيْر بن عَبْد الله، فإنْ أُصِيْبَ فالمُغِيرَة بن شُعْبَة، فإنْ أُصِيْبَ فالأشْعَث بن قيس، واسْتَعْمَل السَّائِب بن الأقْرَع على المَقَاسِم، فَخرَج حُذَيْفَة، فعَسْكَر بأهْل الكُوِفَة حِتَّى قَدِمَ عليه النُّعْمان، وكان بكَسْكَرَ عَامِلًا عليها، وقَدِمَ أبو مُوسَى على منْ خَرج من أهْل البَصْرَة، وخَرَج جَريْر بن عَبْد الله عاملًا على حُلْوان، فالْتَقَى النَّاس بنَهَاوَنْد، فاسْتُشْهدَ النُّعْمان، ووَلِيَ أمرَ النَّاس بعدَهُ حُذَيْفَة، فهَزَمَ اللهُ المُشْرِكين، وغَنِمَ المُسْلُون غَنِيْمَةً عَظِيمَةً.


(a) كذا في الأصل، ولعل الصوب: قومس.

<<  <  ج: ص:  >  >>