للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال: وأخْبَرَنا مُحَمَّد بن عُمَر، قال: حَدَّثني الزُّبَيْر بن مُوسَى بن عَبْد اللَّه بن أبي أُمَيَّة، عن عمِّه مُصْعَبِ بن عبْدِ اللَّه بن أبي أُمَيَّة، قال: أمَّنَ زِيَاد بن لَبِيْد الأشْعَثَ بن قَيْسٍ على أن يبْعَث بهِ وبأهلِهِ ومالِه إلى أبي بَكْر فيَحْكُمُ فيه بما يَرى، وفتَح له النُّجَيْرَ، فأخرجُوا المُقاتِلَةَ وهم كَثِيْر، فعَمد زِيَادٌ إلى أشْرَافِهِم سَبْعمائة رَجُل فضَربَ أعْنَاقهم على دَمٍ واحدٍ، ولَام القَوْمُ الأشْعَثَ، فقالوا لزيَادٍ: غَدَر بنا الأشْعَثُ وأخَذَ الأمان لنَفْسه ومَالِه وأهْلِهِ، ولم يأخُذْهُ لنا جَميعًا، فنَزَلنا ونحن آمنون، فقُتلنا، فقال زياد: ما أَمَّنْتُكم، قالوا: صَدَقْت، خَدَعَنا الأَشْعَثُ.

قال: وأخْبَرَنا مُحَمَّد بن عُمَر، قال: حَدَّثَنَا إبْراهيم بن إسْمَاعِيْل بن أبي حَبِيبَة، عن دَاوُد بن الحُصَيْن، قال: بَعَثَ زِيَادُ بنُ لَبِيْد بالسَّبْي مع نَهِيْك بن أَوْس بن حرَمة (a) الأَشْهَلِيّ إلى أبي بَكْر، وبَعَثَ معه بثمانين من بني قُتَيْرَة، وبعَثَ بالأشْعَث معهم في وَثَاق.

قال: وحَدَّثَني خَالِد بنُ القَاسِم، عن أَبيِهِ، عن عبد الرَّحْمن بن الحُوَيْرِث بن نُقَيْد، قال: رأيْتُ الأشْعَث بن قَيْسٍ يَوْم قدم به المَدِينَة في حَدِيدٍ، مَجْمُوعة يَدَاهُ إلى عُنُقه، بَعَثَ به زِيَاد بن لَبِيْد والمُهاجِر بن أُمَيَّة (b) إلى أبي بَكْر (c)، وكَتَبا إليه: إنَّا لم نُؤمنهُ إلَّا على حُكْمكَ، وقد بَعَثْنا به في وثاقٍ، وبأهْلِه ومَالِه الّذي خَفَّ حَمْلُهُ معه، فَتَرى في ذلك رأيَكَ.

قال: ونَزَلَ نَهِيْكُ بن أَوْس بالسَّبْي في دار رَمْلَة بنت الحَارِث، ومعهم الأشْعَثُ بن قَيْسٍ، فجعل يَقُول: يا خَلِيفَةَ رسُول اللَّه صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّم، ما كَفَرْتُ بعد إسْلَامي، ولكنّي شحْحتُ على مالي، فقال أبو بَكْرٍ: ألسْتَ الّذي تقول:


(a) عند ابن عساكر ٩: ١٣٠: حزمة.
(b) هكذا قيَّد اسمه هنا، وتقدم: ابن أبي أمية، ويأتي في المصادر على الوجهين. انظر: السيرة لابن هشام ٣: ٦٠٠، ٦٠٧، تاريخ الطبري ٣: ٣٣٠، الاشتقاق لابن دريد ٩٩.
(c) قوله: "إلى أبي بكر" ساقط من ب.

<<  <  ج: ص:  >  >>