تأييد السكان ومعونتهم لنا، فإن هذه الحرب لن تكون لها نهاية، وفي اليوم التال نشرت الصحف الفرنسية تصريحا للجنرال شال قال:(الواقع أن عملية جوميل صعبة وشاقة إلا أننا نعرف ذلك منذ البداية، فالعدو يذوب بكيفية عجيبة كالزئبق لكننا سنتمكن من الانتصار عليه ( ...
وإذا قارنا هذا الهجوم بالهجوم الذي وقع في شهر نوفمبر سنة ١٩٥٨م الذي قاده الجنرال فور، فنجد أن هجوم شال لا يعد شيئا بالنسبة إليه، الجنرال فور في هجومه العام حشد كل ما كان في الجزائر من قوات مسلحة وقاد في هجومه سبعة عشر جنرالا من بينهم ماسو، راؤول سالان، ميزروج الخ ...
واستمر الهجوم شهرين من القتال المتصل، وانتهى بالفشل التام ...
ولقد فشل برنامج شال في مناطق وهران، وتجمد في بلاد القبائل كما تجمدت صخورها.
وإني أسوق الى القراء الكرام ما قاله أحد الضباط الفرنسيين الذى كان مشاركا في عمليات جبال الونشريس نشرته صحيفة (لي مانيته) الفرنسية في عددها الصادر في ٨ شهر تموز ١٩٥٩م قال الضابط الفرنسي "الحقيقة أن جبهة التحرير منظمة حتى داخل مراكز التجمع، ويجب أن نعرف ما يختفي وراء البلاغات الفرنسية من حقائق، فقد سمعتم من غير شك عن العمليات الكبرى التي جرت في الونشريس، وعن نجاحها، الواقع إننا لم نتعمق في المناطق المنيعة أكثر من ٢٥ كلم، ولم نحصل على أية نتيجة جديدة من الناحية العسكرية، أما الجبال فهي محرمة على جنودنا، فلا يضع فيها واحد منا قدمه، وفرق الكوماندوس الخاصة بعمليات المطاردة لا تتوغل بعيدا، أما عدد القتلى في بلاغاتنا نعد فيها جميع الضحايا المدنيين بما فيهم من نساء وأطفال، وقد تمكن الثوار من أن ينتزعوا منا السلاح خلال هذه العمليات لكننا نحن لم نتمكن من العثور على سلاح واحد للثوار مما أعاد الى أذهاننا ذكرى الهند الصينية ...