لقد خاب برنامج شال في جميع خطواته رغم أنه عزز برنامجه باختيار القادة الذين لهم دربة ومهارة أمثال ((بيجار)) كلما أتى بوحدات خاصة من جنود المظلات لمطاردة جيش التحرير في الجبال ...
وأسوق بعض آراء العسكريين الفرنسيين قال ((بيجار)) يوجد في الجيش الفرنسي بالجزائر جنرالات أكثر من اللازم مع أن المعارك تربح في الميدان لا في مكاتب الجنرالات، وكذلك كثرة السيارات والدبابات فإنها تعرقل الجيش عن خفة الحركة وتعوقه عن سرعة القتال ...
سافر الجنرال ديغول بعد ما مضى على عمليات ((جوميل ((شهران الى الجزائر، واجتمع بشال وجميع القادة العسكريين والضباط المشرفين على تسيير العمليات، وأخذ يبحث معهم على النجاح الذي أحرزوا عليه في هذه العملية الواسعة، فوجد مظاهر الفشل أكثر من مظاهر النجاح، وإذا كان ثم نجاح في هذه العمليات فسرعان ما يتلاشى.
فوقف الجنرال ديغول في مركز القيادة (أرتوى) فعملية)) جوميل)) كانت تسير من هذا المركز، وحاول أن يتعرف على كيفية تطبيق برنامج شال على هذه المساحة الشاسعة التي يمتد طولها الى أكثر من ألف وخمسمائة كلم، قال الجنرال شال هذه هي خريطة الجزائر، وكلما نجحنا في تهدئة جهة من الجهات طوينا الجانب الذي تقع فيه هذه الجهة، إننا بدأنا هجومنا على معاقل الثوار من الحدود المغربية من ناحية غرب الجزائر وسنواصل هذا الهجوم الى الحدود التونسية من الشرق ونضمن أن لا نرجع الى الوراء مطلقا، فإذا ما وصلنا الى الحدود التونسية بهذا الزحف تكون التهدئة قد نجحت، وعندئذ نستطيع أن نعلن للعالم أن الحرب في الجزائر قد انتهت ...
وعلى ضوء هذه الخطة المسطرة استعرض الجنرال ديغول كل مراحل هذه البرامج منذ أن بدئ بتنفيذها في أوائل فبراير سنة ١٩٥٩م - فوجد أن البرنامج بدأ من الغرب أي من الولاية الخامسة من مقاطعة وهران، ثم تقدم الى الونشريس، فجبال