ورغم هذا الحصار المحكم كان الفدائيون يتسللون الى داخل مدينة بجاية ويهاجمون مراكزا عسكرية، ويخطفون اثنين من المعمرين، وفي اليوم التالي من بداية العملية عثرت القيادة الفرنسية على جثث مائتين من جنود المظلات أبيدوا جميعا على أثر نزولهم من الطائرات العمودية فوق جبل "اكفادو" بينما جرح مائة آخرون أثناء هبوطهم، وفي نفس اليوم قتل جيش التحرير واحدا وعشرين جنديا من جنود فرفسا، وجرح ثلاثة وأربعين في اشتباكات خفيفة وقعت في كل من مدينة صدوق، وأقبو، وفي قرية تيقزيرت وفي جبل أنشار ...
ومع هذه العمليات كلها فإن القوات الفرنسية لم تقف على أثر لوحدات جيش التحرير، فأخذت تنتقم من السكان الأبرياء كما هي عادتها، فكانت تضرم النار في القرى والغابات الواقعة في نطاق هذه العمليات بقنابل النابالم المحرقة، وعلى هذه الخطة دارت معركة "جوميل".
ولما بدأت القوات الفرنسية في تطبيق برنامج شال في بلاد القبائل أكثرت من التصريحات قبل العملية بتأكيد الانتصارات والقضاء على الثورة، فأكد الجنرال شال عدة مرات بأنه سيتمكن عن قريب من القضاء على التورة (بالقوة العسكرية) وصرح ناطق بلسان القيادة الفرنسية الى صحيفة "لورور" الفرنسية في عددها الصادر ٣١ - ٧ - ١٩٥٩ قائلا سنعرف في أقل من شهر إن كانت هذه الحرب ستستمر الى ما لا نهاية لها أم انها ستنتهي في القريب، وأستطيع أن أؤكد أنها ستنتهي في القريب ...
ولما فشلت هذه العملية، وخاب الجنرال شال في برنامجه في بلاد القبائل خيبة تامة كما خاب سابقا في المناطق الأخرى، أخذ جنرالات فرنسا يحاولون أن يستروا هزيمتهم الشنيعة بأقوال جوفاء، فصرح الجنرال فور يوم ٣ أب - ١٩٥٩م قائلا: (الواقع أن عملية جوميل ليست شيئا خارقا للعادة، إنها ليست إلا استمرارا للعمليات، وظروف الحرب في الجزائر تفرض علينا أن نغير في كل يوم نفس العمل الذي قمنا به أمس، هذه الحروب تتطلب منا .. أن يكون السكان في معونتنا، وإذا لم نحصل على