للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فعمر - رضي الله عنه - اجتهد في هذه المسألة فقال في الإبهام: ثلاث عشرة، وفي الذي يليه: اثنا عشر، فهذه خمس وعشرون؛ لأن اليد ديتها خمسون، واليدان مائة، ثم جاء إلى الوسطى فبقيت في الوسط عشر كما جاء في الحديث، والتي تليها فيها تسع، وفي الأخيرة (الخنصر) فيها ست فمجموعها: خمسون، لكن الشاهد عندما بلغ عمر - رضي الله عنه - قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في ذلك الكتاب لم يبقَ على رأيه، بل رجع عنه وإن لم يذكر المؤلف ذلك فقد نبهنا عليه.

* قوله: (وَفِي الْوُسْطَى بِعَشْرِ فَرَائِضَ، وَفِي الَّتِي تَلِيهَا بِتِسْعٍ، وَفِي الْخِنْصَرِ بِسِتٍّ).

هذا ما مرَّ ذكره، ومجموعها خمسون، وبهذا نرى أن الرجل الذي كان ينزل القرآن مؤيِّدًا له - رضي الله عنه - قد اجتهد، ومع ذلك خالف بعضُ اجتهاده ما جاء عن الرسول - صلى الله عليه وسلم -، ولمَّا بلغه ذلك رجع إلى ما صدر عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وكتبه في ذلك الكتاب العظيم الذي اشتمل على جملة من الفرائض والسنن والديات.

وجاء من طريق آخر عن عمر - رضي الله عنه - أنه بعد أن بلغه كتاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الذي كتبه إلى أهل اليمن بأن: " في الإصبع عشر من الإبل " (١). رجع إليه وهكذا كان الصحابة - رضي الله عنهم - والتابعون والعلماء جميعًا إذا بلغهم النص الصحيح عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وهذا هو شأن كل مؤمن يعرف الحق.

قال تعالى: {إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ


= بكاء تباكيت لبكائكما، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " أبكي للذي عرض على أصحابك من أخذهم الفداء، لقد عرض علي عذابهم أدنى من هذه الشجرة - شجرة قريبة من نبي الله - صلى الله عليه وسلم - وأنزل الله عز وجل: {مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ} [الأنفال: ٦٧] إلى قوله: {فَكُلُوا مِمَّا غَنِمْتُمْ حَلَالًا طَيِّبًا} [الأنفال: ٦٩] فأحل الله الغنيمة لهم.
(١) تقدم تخريجه.

<<  <  ج: ص:  >  >>