للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الجواب: يرى بعضهم أن ذكر العنين كغيره؛ لأنه ربما تزول عنه علَّتُه؛ لذلك يؤجل الفقهاء العنين وقتًا محدَّدًا كما حصل مع عمر - رضي الله عنه - إذ " أنه أجَّله حتى مرت به فصول السنة " (١). فليس هذا متفقًا عليه بأن ذكر العنين ليس فيه دية؛ لكن أكثر العلماء يقولون: " ليس كذكر الصحيح ". ومن العلماء من يقول: " فيه حكومة ". ومنهم من يقول: " في هذه الأشياء الناقصة ثلث الدية ".

* قوله: (كمَا اخْتَلَفُوا فِي لِسَانِ الأَخْرَسِ وَفِي الْيَدِ الشَّلَّاءِ).

" الأخرس " (٢): وهو الذي لا يتكلم، فهل الدية واجبة فيه كالحال بالنسبة للسليم؟

الجواب: للّسان منفعتان من حيث الجملة؛ الأُولى: هو جمال للإنسان، والأُخرى: هو النفع الذي يتكرر بالكلام، فالأخرس لا يستفيد من لسانه في هذه الناحية لبكمه، وهو موضع جماله أيضًا، ويستفيد منه فيما يتعلق بطعامه وتذوقه؛ فالفائدة موجودة لكنها ليست كفائدة اللسان الصحيح، وسيأتي تفصيل حكمه.

* قوله: (فَمِنْهُمْ مَنْ جَعَلَ فِيهَا الدِّيَةَ (٣)، وَمِنْهُمْ مَنْ جَعَلَ فِيهَا حُكُومَةً (٤)، وَمِنْهُمْ مَنْ قَالَ: " فِي ذَكَرِ الْخَصِيِّ وَالْعِنِّينِ ثُلُثُ


(١) أخرجه عبد الرزاق في " المصنف " (٦/ ٢٥٣) وغيره عن ابن المسيب، أن عمر: " جعل للعنين أجل سنة، وأعطاها صداقها وافيًا ".
(٢) " الأخرس ": الذي خلق ولا نطق له كالبهيمة العجماء. انظر: " تهذيب اللغة " للأزهري (١٠/ ١٦٣).
(٣) يُنظر: " الإشراف " لابن المنذر (٧/ ٤٢٠) قال: " واختلفوا في لسان الأخرس يقطع: … وفيه قولان شاذان: أحداهما: قول النخعي: أن فيه الدية. والآخر: قول قتادة: أن فيه ثلث الدية ".
(٤) وهم الأئمة الأربعة:
فمذهب الحنفية، يُنظر: " بدائع الصنائع " للكاساني (٧/ ٣٢٣) قال: " وفي لسان الأخرس … حكومة عدل؛ لأنه لا قصاص في هذه الأشياء، وليس فيها أرش مقدر أيضًا؛ لأن المقصود هاهنا المنفعة، ولا منفعة فيها ولا زينة أيضًا ".=

<<  <  ج: ص:  >  >>