للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

في ذلك، والإمام أحمد حدَّد الربع أخذًا بتفسير عليِّ بن أبي طالب - رضي الله عنه -.

قوله: (وَأَمَّا الْمُكَاتَبُ فَفِيهِ مَسَائِلُ: إِحْدَاهَا: هَلْ تَجُوزُ كِتَابَةُ الْمُرَاهِقِ؟).

المراهق: مَن ناهز البلوغ ولم يبلغ، أو مَن قارب سن الخامسة عشر (١).

المهم أنه قارب سن البلوغ، لكنه لم يصبح مكلَّفًا بعدُ.

قوله: (وَهَلْ يُجْمَعُ فِي الْكِتَابَةِ الْوَاحِدَةِ أَكْثَرُ مَنْ عَبْدٍ وَاحِدٍ؟).

كأن يكون للسيد عدد من العبيد، فهل له أن يكاتبهم جميعًا في عقد واحد؟ أم لا بد من مكاتبتهم منفردين؟ وهل جمعهم في عقد واحد يترتب عليه ضرر، أو يترتب عليه مصلحة؟ هذا ما سيبينه المؤلف -رحمه الله -.

قوله: (وَهَلْ تَجُوزُ كِتَابَةُ مَنْ يَمْلِكُ فِي الْعَبْدِ بَعْضَهُ بِغَيْرِ إِذْنِ شَرِيكِهِ؟ وَهَلْ تَجُوزُ كِتَابَةُ مَنْ لَا يَقْدِرُ عَلَى السَّعْىِ؟ وَهَلْ تَجُوزُ كِتَابَةُ مَنْ فِيهِ بَقِيَّةُ رِقٍّ؟ فَأَمَّا كِتَابَةُ الْمُرَاهِقِ الْقَوِيِّ عَلَى السَّعْيِ الَّذِي لَمْ يَبْلُغِ الْحُلُمَ، فَأَجَازَهَا أَبُو حَنِيفَةَ) (٢).

"المراهق القوي "، أي: الذي لديه القدرة على العمل والكسب.


(١) المراهق - بكسر الهاء -: القريب من الاحتلام، يقال: رهق، وراهق: إذا قارب الاحتلام. والمراهقة: من تسع سنين إِلى خمس عثمرة سنة. انظر: " المطلع على ألفاظ المقنع "، للبعلي (ص ٣٦١)، و"الكليات "، للكفوي (ص ٨٧١).
(٢) يُنظر: " تبيين الحقائق "، للزيلعي (٥/ ١٤٩، ١٥٠)، حيث قال: "قال -رحمه الله -: (كاتب مملوكه ولو صغيرًا يعقل بمال حال أو مؤجل أو منجم وقَبِلَ صح)؛ لقوله تعالى: {وَالَّذِينَ يَبْتَغُونَ الْكِتَابَ مِمَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ فَكَاتِبُوهُمْ إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْرًا} الآية. مطلقة فيتناول جميع ما ذكرنا من الحال والمؤجل والصغير والكبير وكل من يتأتى منه الطلب ".

<<  <  ج: ص:  >  >>