للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله: (وَهُوَ مَذْهَبُ الشَّافِعِيِّ (١)، وَأَبِي حَنِيفَةَ) (٢).

ما هي الدِّباغة (٣)؟، وما معنى أن تدبغ؟

ولتوضيح ذلك أقول:

الحيوان عندما يُذبَح، فإنَّ جلدَه يكون ملتصقًا به، فلذلك يُسْلخ، وبعد السلخ يبقى على الجلد بعض الدهون والماء الرطب، وكَذَلك يلتصق به بعض الدماء؛ ولا شك أنها نجاسات، فلذلك يجب أن يُدبغ هذا الجلد.

بماذا يُدبَغ؟

هناك أشياء ذَكرَها العلماء يُدبغ بها، منها: القرظ (٤)، وهي حُبَيباتٌ معروفةٌ تُشْبه حَب العدس.

وكَذَلك يَدْبغون بقشور الرُّمان، وأيضًا يدبغون بالشَّب (٥)، وهي


(١) يُنظر: "الإقناع في حل ألفاظ أبي شجاع" للشربيني (١/ ٢٨) حيث قال: " (وجلود) الحيوانات (الميتة) كلها (تطهر) ظاهرًا وباطنًا (بالدباغ) ولو بإلقاء الدابغ عليه بنحو ريحٍ أو بإلقائه على الدابغ، كذلك لقوله - صلى الله عليه وسلم -: "أيما إهاب دُبغَ فقد طهر"، رواه مسلم، وفي رواية: "هَلَّا أخذتم إهابها فدبغتموه فانتفعتم به "، والظاهر ما لاقى الدابغ والباطن ما لم يلاق الدابغ، ولا فرق في الميتة بين أن تكون مأكولة اللحم أم لا كما يقتضيه عموم الحديث ". وانظر: "حاشية الجمل" (١/ ٩٤).
(٢) يُنظر: "الدر المختار" وحاشية ابن عابدين "رد المحتار" (١/ ٢٠٤، ٢٠٥) حيث قال: " (وما) أي إهاب (طهر به) بدباغ (طهر بذكاة) على المذهب ". وانظر: "بدائع الصنائع" للكاساني (١/ ٨٥).
(٣) "الدبغ ": نزع فضوله (أي: الجلد)، وهي مائيته ورطوباته التي يفسده بقاؤها ويطيبه نزعها بحيث لو نقع في الماء لم يعد إليه النتن والفساد. انظر: "مغني المحتاج" للشربيني (١/ ٢٣٨).
(٤) "القرظ ": حب معروف يخرج في غلف كالعدس من شجر العضاه يدبغ به. انظر: "المصباح المنير" للفيومي (٢/ ٤٩٩).
(٥) "الشب ": الجواهر التي أنبتها الله تعالى في الأرض يدبغ به يشبه الزاج. انظر: "الزاهر في غريب ألفاظ الشافعي" للأزهري (ص ٣٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>