للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الرسول - صلى الله عليه وسلم -، أرسل أولًا إلى واليه في المدينة أبي بكر ابن حزم أن يجمع حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (١)، وما كان عند عَمْرة بنت عبد الرحمن (٢) التي كان تأخذ أحاديث عائشة وتحفظها، وكَذَلك كتب إلَى الولاة، وكان الزُّهريُّ أحد العلماء الَّذين عنوا بكتَابَة أحَاديث رَسُول الله - صلى الله عليه وسلم -، وكان ما كتبَهُ نواةً (٣)، فَكَانَ هو قائدًا سار عليه بعد ذلك العلماء، وكانت وُجِدَت كتابات قبل ذلك لكنها قليلة، لكن بدأت كتابة الحديث بشكلٍ واضحٍ وظاهرٍ وشائعٍ بين يدي الإمام الزهري، ثم بعد ذلك بدأت كُتُب الحديث من الموسوعاَت الكبيرة التي كُتِبَتْ، مثل "مُوطَّإ الإمام مالك "، و"مصنف عبد الرزاق "، وغير ذلك من الكتب التي جاءت بعده.

قوله: (وَذَهَبَ قَوْمٌ إِلَى خِلَافِ هَذَا، وَهُوَ أَلَّا يُنْتَفَعَ بِهِ أَصْلًا وَإِنْ دُبِغَتْ).

وَذَهبَ قومٌ إلى العكس من ذلك، ألَّا يُنْتفع بجلد الميتة دُبغَت أَوْ لم تُدْبغ، وهذَا هو المشهور مِنْ مَذْهب أحمدَ (٤)، وَهي أيضًا روايةٌ فِي مَذْهب


(١) أخرجه البخاري (١/ ٣١) عن عبد الله بن دينار، وكتب عمر بن عبد العزيز إلى أبي بكر بن حزم: انظر ما كان من حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فاكتبه، فإني خفت دروس العلم، وذهاب العلماء".
(٢) أخرجه البيهقي في "معرفة السنن والآثار" (١٢/ ٣٧٢) عن عبد الله بن دينار، أن عمر ابن عبد العزيز كتب إلى أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم يأمره: انظر ما كان من حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، أو سُنَّة ماضية، أو حديث عمرة، فاكتبه، فإني خفت دروس العلم وذهاب أهله.
(٣) أخرجه ابن عبد البر في "جامع بيان العلم وفضله" (١/ ٣٣١)، سعد بن إبراهيم قال: "أمرنا عمر بن عبد العزيز بجمع السنن، فكتبناها دفترًا دفترًا، فبعث إلى كل أرض له عليها سلطان دفترًا".
(٤) يُنظر: "الإنصاف" للمرداوي (١/ ٨٦) حيث قال: " (ولا يطهر جلد الميتة (يعني: النجسة) بالدباغ)، هذا المذهب نص عليه أحمد في رواية الجماعة، وعليه جماهير الأصحاب، وقطع به كثير منهم، وهو من مفردات المذهب ". وانظر: "الكافي" لابن قدامة (١/ ١٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>