للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ذلك بصنف من أصناف الكلاب، ولم يقيد ذلك بِلَوْنٍ، والرسول - صلى الله عليه وسلم - عندما قال لعدي بن حاتم: "إذا أرسلت كلبك المعَّلم وذكرت اسم الله" (١) فلم يُقَيِّدْ، لكنَّ بعض العلماء قيَّدَها، والإمام أحمد له روايتان (٢)، رواية مع الجمهور ورواية وافق فيها بعض السلف في أنه لا يصاد به.

* قوله: (مَا عَدَا الْكَلْبَ الْأَسْوَدَ؛ فَإِنَّهُ كَرِهَهُ قَوْمٌ مِنْهُمْ الْحَسَنُ الْبَصْرِيّ، وإِبْرَاهِيمُ النَّخَعِيّ، وَقَتَادَةُ (٣)، وَقَالَ أَحْمَدُ (٤): مَا أَعْرِفُ أَحَدًا يُرَخِّصُ فِيهِ إِذَا كَانَ بَهِيمًا. وَبِهِ قَالَ إِسْحَاقُ (٥)).

الله سبحانه وتعالى يقول {شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا} [الأنعام: ١١٢] فقد يوجد بين الإنس من هم شياطين، فالإنسان الذي يتصف بصفات الشياطين يُنسب إليهم، والإنسان الذي يتصف بصفات المتقين فيوصف بأنه من المؤمنين المتقين، "بهيم" (٦) يعني: جميع لونه، فلا يوجد في أي بقعة في جسده إلا هذا اللون.


(١) تقدَّم تخريجه.
(٢) يُنظر: "كشاف القناع" للبهوتي (٦/ ٢٢٢)، حيث قال: " (النوع الثاني) من نوعي الآلة (الجارحة فيباح ما قتلته) الجارحة (إذا كانت معلمة) … (إلا الكلب الأسود البهيم الأسود وهو ما لا بياض فيه) قال ثعلب وإبراهيم الحربي: كل لون لم يخالطه لون آخر فهو بهيم قيل لهما من كل لون قالا: نعم (أو) وإن أسود (بين عينيه نكتتان) في إحدى الروايتين، قال في الآداب الكبرى: وهو الصحيح، وجزم به في المغني والشرح .. (فيحرم صيده) أي الكلب الأسود البهيم". وانظر: "الإنصاف" للمرداوي (١٠/ ٤٢٧).
(٣) يُنظر: "الإشراف على مذاهب العلماء" لابن المنذر (٣/ ٤٤٨)، حيث قال: "فكره صيد الكلب الأسود البهيم الحسن البصري، وإبراهم النخعي، وقتادة".
(٤) يُنظر: "المغني" لابن قدامة (٩/ ٣٧٣)، حيث قال: "قال أحمد: ما أعرف أحدًا يرخص فيه. يعني من السلف".
(٥) يُنظر: "مسائل الإمام أحمد وإسحاق بن راهويه" للكوسج (٨/ ٣٩٨٥)، حيث قال: "ما أعرف أحدًا رخَّص فيه، إذا كان بهيمًا. قال إسحاق: كما قال".
(٦) البهيم: المصمت الذي لم يخالط لونه لون غيره، ولم يخالط سواده شيء آخر.
انظر: "النهاية" لابن الأثير (١/ ١٦٨) و"طلبة الطلبة" للنسفي (ص: ١٠٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>