للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هذَا حَديثٌ متفقٌ علَيه.

وقوله -صلى اللَّه عليه وسلم-: "أمرتُ أن أقاتلَ الناس حتَّى يقولوا: لا إله إلا اللَّه" (١).

وفي رِوَايةٍ: "حتَّى يَشْهدوا أن لا إله إلا اللَّه، وأنِّي رَسُولُ اللَّه، فإذا قالوها فقد عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها، وحسابهم على اللَّه" (٢).

ونَحْن نَعْلم الخلافَ الذي دار في أول الأمر عندما تُوفِّي الرسول -صلى اللَّه عليه وسلم- وارتدَّ مَن ارتد من قبائل العرب، ومنع مَنْ منع الزكاة منهم، ووقف أبو بكر -رضي اللَّه عنه- موقفه العظيم الصارم حتى إن عمر -رضي اللَّه عنه- تردَّد في ذلك المقام، فَوقَف بَعْضُ الصحابة، كيف نُقَاتلهم ورَسُولُ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يقول: "أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتلَ الناسَ حتى يَقُولوا: لا إله إلا اللَّه؟ "، فرد أبو بَكرٍ عليه، وقال: "أليسَ من قوله: "إلا بحقِّها"! ومن حقها: إقام الصلاة وإيتاء الزكاة، واللَّهِ، لأقاتلن مَنْ فرَّق بين الصلاة والزكاة (٣)، واللَّه لو مَنَعونِي عقالًا (٤)،


(١) أخرجه البخاري (١٣٩٩)، ومسلم (٢٠)، حدثنا عبيد اللَّه بن عبد اللَّه بن عتبة بن مسعود أن أبا هُرَيرة لظنه، قال: لما تُوفِّي رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- وكان أبو بكرٍ -رضي اللَّه عنه-، وكفر من كفر من العرب، فقال عمر -رضي اللَّه عنه-: كيف تقاتل الناس وقد قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "أُمِرْتُ أن أقاتل الناس حتى يقولوا: لا إله إلا اللَّه، فمن قالها فقد عصم مني ماله ونفسه إلا بحقه، وحسابه على اللَّه".
(٢) أخرجها النسائي في (الكبرى) (٧/ ٤١٤).
(٣) أخرجه البخاري (٧٢٨٤)، ومسلم (٢٠)، عن أبي هُرَيرة، قال: لما تُوفِّي رَسُولُ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، واستخلف أبو بكرٍ بعده، وكفر من كفر من العرب، قال عمر لأبي بكر: كيف تقاتل الناس؟ وقَدْ قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "أُمِرْتُ أن أقاتلَ النَّاسَ حتى يقولوا: لا إله إلا اللَّه، فمن قال: لا إله إلا اللَّه، عصم مني ماله ونفسه إلا بحقِّه وحسابه على اللَّه"، فقال: واللَّهِ، لأقاتلن مَنْ فرَّق بين الصلاة والزكاة، فإن الزكاة حق المال، واللَّه لو منعوني عقالًا كانوا يؤدونه إلى رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- لقاتلتهم على منعه، فقال عمر: "فواللَّه، ما هو إلا أن رأيت اللَّه قد شرح صدر أبي بكر للقتال، فعرفت أنه الحق".
(٤) "العقال": الحبل الذي تشد به وتعقل يدفع معها في الصدقة. انظر: "مشارق الأنوار" للقاضي عياض (٢/ ١٠٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>