انظروا إلى هذه المرأة، كيف كانت عناية الأبناء بآبائهم؟! فهذه امرأة أشفقت على أبيها، يعني: تألم قلبها أن يموت والدها وقد أتته فريضة الحج ولم يُؤدِّها، وأنتم تعلمون فيما مضى كم يعاني الإنسان من المشقات والمتاعب والأهوال، وسنتكلم عن ذلك قريبًا إن شاء اللَّه، عندما نأتي إلى هذا الطريق في هذه البلاد قبل هذه الحكومة قبل عهد الملك عبد العزيز، كيف كانت الحال سنتكلم عنها إن شاء اللَّه؛ لأن هذا من باب الاعتراف بالفضل لأهله.
فهذه امرأة أخبرت رسولَ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- فقالت: يا رسول اللَّه، إن أبي أدركته فريضةُ اللَّه على عباده في الحَجِّ شيخًا كبيرًا لا يَثبت على الراحلة؛ أفأحج عنه؟ فقال -صلى اللَّه عليه وسلم-: "نَعَمْ".
فهذا دليل قطعي على أن الإنسان إذا مات ولم يَحج، فإنه يُحج عنه، وهذا رفع الخلاف، فلا خلاف بعد قول اللَّه سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، ولا بعد قول رسول -صلى اللَّه عليه وسلم-.