للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَجَاء أيضًا في حديث الفضل بن عباس أنه قال: أتانا رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- في بادية في الصحراء، فصلى إلى غير سترة، فكانت أتان وكلبة لنا تعبثان بين يديه (١) -وهنا وردت الأتان وهي أنثى الحمار- وقد جاء في الحديث أن الحمار يقطع الصلاة، وهذه كانت ترتع بين يديه.

كَذَلك جَاءَ في حديث عبد اللَّه بن عبَّاس وهو حديثٌ متفقٌ عليه (أنه جَاءَ على حِمَارٍ أتانٍ ورَسُولُ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يُصلِّي بالناس في مِنى، فَنزلَ عن الأتان، وَدَخَل في الصَّفِّ، وكانت الأتان تَرْتع بين بعض الصف) (٢).

هنا ظاهر الحديث الأخير هذا أنه كان بين الصفوف، وأنه ليس أمام رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-.

إذن، وَرَدَ هذا، وورد هذا، ومن أصرح الأدلة التي يأخذ بها الجمهور: "لا يقطع الصلاة شيء" (٣) حديث أبي داود، لكنهم يختلفون فيه صحةً وضعفًا (٤).

فَهَذِهِ المسألة فيها خلافٌ، وَالخلافُ فيها ليس كبيرًا، هل مُرُورُ ما ورَد النهي عنه يقطع الصلاة أو لَا؟


= والكلاب، واللَّه لقد "رَأيتُ رَسُولَ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يصلي، وإنِّي على السرير بينه وبين القبلة مضطجعة، فتبدو لي الحاجة، فأَكْرَه أن أجلس فأُوذِيَ رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، فأنسل من عند رجليه".
(١) أخرجه أبو داود (٧١٨)، وغيره، ولفظه: عن الفَضْل بن عباس قال: "أتانا رَسُولُ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- ونحن في باديةٍ لنَا، ومَعَه عباس، فصلَّى في صحراء؛ ليس بين يديه سترةٌ؛ وحمارة وكلبة تعبثان بين يديه، فما بالى ذلك". وضعَّفه الأَلْبَانيُّ في "المشكاة" (٧٨٤).
(٢) أخرجه البخاري (٧٦) ومسلم (٥٠٤).
(٣) أَخْرَجه أبو داود (٧١٩)، وَضعَّفه الأَلْبَاني في "المشكاة" (٧٨٥).
(٤) ضَعَّفه النوويُّ في "المجموع" (٣/ ٢٤٦)، وَذَكر ابن الجوزي طرق الحديث كلها في "التحقيق في مسائل الخلاف" (١/ ٤٢٧)، ثم قال: "والجواب أن هذه الأحاديث كلها ضعاف".

<<  <  ج: ص:  >  >>