للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

جاء في الحديث تسمية هذا اليوم عيدًا (١)، إذًا هو عيد، يجتمع فيه المسلمون، فالمسلمون يجتمعون في الصلوات الخمس بعدد أقل، ثم يتسع هذا الجمع الأكبر في يوم الجمعة، فالناس يأتون من أطراف متعددة، ومن جوانب متفرقة في هذه المدينة، والناس أحوج ما يكونون إلى مَن يذكِّرهم بأيَّام اللَّه سبحانه وتعالى، يُبيِّن لهم ما يجب، وما يحرم، ويرسم لهم الطريق السوي الذي ينبغي أن يسيروا عليه.

وينبغي على الخطيب أن يكون مؤثرًا في خطبته، وأن يختار موضوعًا قيمًا له علاقة بالناس.

إذًا إلى جانب كونه يذكرهم بأيَّام اللَّه، يذكرهم بما يجب عليهم أن يفعلوه، وما يحرم، يذكرهم بالقيامة، وما فيه من الحساب، يبين لهم ما في كتاب اللَّه عزَّ وجلَّ من الوعد والوعيد، لذلك نجد أنَّ الرَّسولَ -صلى اللَّه عليه وسلم- كان يُكثر من قراءة سورة (ق) على المنبر؛ كما جاء في حديث أمِّ هشام، أنَّها قالت: "ما حفظتُ سورةَ ق، إلَّا من في رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-" (٢)، وفي بعض الروايات: "من لسان رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، كان يقرأها على المنبر" (٣)؛ لأنَّ هذه


= لم يأخذ شيئًا يُسكن جسده ويديه، إما بأن يجعل اليمنى على اليسرى، أو يُقِرَّهما في موضعهما؛ ليكون أقرب إلى الخشوع". وانظر: "نهاية المحتاج"، للرملي (٢/ ٣٢٦).
وانظر في مذهب الحنابلة: "الإقناع"، للحجاوي (١/ ١٩٤، ١٩٥)، وفيه قال: "ويعتمد على سيف أو قوس أو عصا بإحدى يديه وبالأخرى على حرف المنبر أو يرسلها، وإن لم يعتمد على شيء أمسك شماله بيمينه أو أرسلهما عند جنبيه وسكنهما".
(١) تقدَّم تخريجه.
(٢) أخرجه مسلم (٨٧٣/ ٥١)، عن بنت لحارثة بن النعمان، قالت: "ما حفظت (ق) إلا من في رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-؛ يَخطب بها كل جمعة، قالت: وكان تَنُّورُنَا وتَنُّورُ رسولِ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- واحدًا".
(٣) أخرجه مسلم أيضًا (٨٧٣/ ٥٢)، عن أم هشام بنت حارثة بن النعمان، قالت: "لقد كان تَنُّورُنَا وتَنُّورُ رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- واحدًا، سَنتين أو سنة وبعض سنة، وما أخذت {ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ (١)} إلا عن لسان رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-؛ يَقرؤها كل يوم جمعة على المنبر، إذا خَطب الناس".

<<  <  ج: ص:  >  >>