للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال مجاهد: {وَالنَّازِعَاتِ غَرْقًا (١)} الموت.

وقال الحسن، وقتادة: {وَالنَّازِعَاتِ غَرْقًا (١) وَالنَّاشِطَاتِ نَشْطًا (٢)} هي النجوم.

وقال عطاء بن أبي رباح في قوله: {وَالنَّازِعَاتِ} {وَالنَّاشِطَاتِ} هي القسي في القتال. والصحيح الأول، وعليه الأكثرون.

وأما قوله: {وَالسَّابِحَاتِ سَبْحًا} فقال ابن مسعود: هي الملائكة. وروي عن علي، ومجاهد، وسعيد بن جبير، وأبي صالح مثل ذلك.

وعن مجاهد: {وَالسَّابِحَاتِ سَبْحًا (٣)} الموت.

وقال قتادة: هي النجوم. وقال عطاء بن أبي رباح: هي السفن.

وقوله: {فَالسَّابِقَاتِ سَبْقًا (٤)} روي عن علي، ومسروق، ومجاهد، وأبي صالح، والحسن البصري: يعني الملائكة؛ قال الحسن: سبقت إلى الإيمان والتصديق به. وعن مجاهد: الموت. وقال قتادة: هي النجوم وقال عطاء: هي الخيل في سبيل الله.

وقوله: {فَالْمُدَبِّرَاتِ أَمْرًا (٥)} قال علي، ومجاهد، وعطاء، وأبو صالح، والحسن، وقتادة، والربيع بن أنس، والسدي: هي الملائكة-زاد الحسن: تدبر الأمر من السماء إلى الأرض. يعني: بأمر ربها -عز وجل-. ولم يختلفوا في هذا. ا. هـ (١).

وقال السعدي -رحمه الله-: هذه الإقسامات بالملائكة الكرام، وأفعالهم الدالة على كمال انقيادهم لأمر الله، وإسراعهم في تنفيذ أمره، يحتمل أن المقسم عليه، الجزاء والبعث، بدليل الإتيان بأحوال القيامة بعد ذلك، ويحتمل أن المقسم عليه والمقسم به متحدان، وأنه أقسم على الملائكة، لأن الإيمان بهم أحد أركان الإيمان الستة، ولأن في ذكر أفعالهم هنا ما يتضمن الجزاء الذي تتولاه الملائكة عند الموت وقبله وبعده، فقال: {وَالنَّازِعَاتِ غَرْقًا (١)} وهم الملائكة التي تنزع الأرواح بقوة، وتغرق في نزعها حتى تخرج


(١) تفسير ابن كثير ت سلامة (٨/ ٣١٢)

<<  <  ج: ص:  >  >>