للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

البصرة والحجاز لطلب العلم فأخذ عن الشيخ على أفندي الداغستاني وعن المحدث الشيخ إسماعيل العجلوني وغيرها من العلماء وأجازه علماء العصر بكتب الحديث وغيرها على اصطلاح أهل الحديث من المتأخرين.

ثم أن الشيخ في مدة إقامته في البصرة أخذ ينكر على العلماء والعامة أعمالهم البدعية والشركية وينهاهم عنها ويجادلهم فيها واستحسن شيخه المجموعي هذا منه ودخلت العقيدة الصحيحة في قلبه، وحدث الشيخ عثمان بن منصور الذي ذهب إلى البصرة والزبير أن أولاد هذا العالم المجموعي أحسن أبناء بلادهم عقيدة وصلاحًا بفضل الله تعالى ثم ببركة اجتماع والدهم بالشيخ محمد - رحمه الله - وفي هذه الفترة قال الشيخ عبد الرحمن بن حسن أنه صنف كتابه - كتاب التوحيد - بالبصرة لنفع هذه العامة الضالة.

وأما عامة الناس وخاصتهم فلم يقبلوا منه وآذوه أشد الأذى وأخرجوه وقت الهاجرة فخرج من البصرة ميممًا الزبير ماشيًا وحده فأدركه العطش الشديد وأشرف على الهلاك، فوافاه صاحب حمار مكارى يقال له - أبو حميدان - من أهل بلد الزبير وهو مشرف على الهلاك فسقاه وحمله على حماره حتى وصل الزبير فأراد مواصلة السفر إلى الشام لتمام مقصده من العلم فضاعت نفقته التي معه فانثنى عزمه عن المسير إليه فقصد الاحساء ونزل على العالم المشهور الشيخ عبد الله بن محمد بن عبد اللطيف الاحسائي الشافعي فأكرمه وفادته واجتمع بعلماء الاحساء، وممن اجتمع به الشيخ عبد الله بن فيروز والد العالم الاحسائي الشهير محمد بن فيروز فسر به الشيخ محمد قال الشيخ عبد الرحمن بن حسن في معرض حديثه عن رحلة الشيخ محمد وسفره (ثم إن شيخنا رحمه الله رحل إلى الإِحساء وفيها فحول العلماء منهم عبد الله بن فيروز أبو محمد الكفيف ووجد عنده من كتب شيخ الإِسلام ابن تيمية وابن القيم ما سر به وأثنى على عبد الله هذا بمعرفته لعقيدة الإِمام أحمد) ا هـ. كما أنه بينهما صلة قرابة نسب وصهر، فأما النسب فكلاهما من الوهبة، أما الصهر فإن عبد الله بن فيروز هو ابن عمة الشيخ محمد بن عبد الوهاب، وفي مدة هذه الرحلة صار بين والد الشيخ وبين رئيسها محمد بن حمد بن عبد الله بن معمر خلاف فعزل الشيخ عبد الوهاب عن القضاء، فارتحل الشيخ عبد الوهاب بأهله إلى بلدة حريملاء عاصمة بلدان الشعيب، فسكنها وولى القضاء فيها.

<<  <   >  >>