وأخذ عنه رأى الشيخ محمد حياة الشيخ محمد بن عبد الوهاب، وقفا عند الحجرة النبوية والعامة يعملون عندها ويقولون ما لا يليق من البدع والشرك فسأله شيخه محمد حياة عن رأيه في أولئك فقال الشيخ:(هؤلاء قوم ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعًا) واستفاد من هذا العالم وأجازه.
أما العالم الآخر فهو الشيخ عبد الله بن إبراهيم بن سيف بن عبد الله الشمري السديري النجدي ثم المدني فهو من أهل المجمعة عاصمة سدير ثم استوطن المدينة المنورة وهو والد الشيخ ابن سيف صاحب العذب الفائض لشرح ألفية الفرائض. فقد أخذ عنه مسلسل الحنابلة والأولية وذلك في أول لقاء علمي بينهما حيث التسلسل يقع في هذه الجملة (وهو أول حديث سمعته منه). ثم شرع في القراءة عليه والاستفادة منه وكثيرًا ما يأتيه الشيخ في بيته الواقع في مزرعته في خارج المدينة وفي إحدى الزيارات قال الشيخ عبد الله لتلميذه محمد إلا تحب أن أريك سلاحًا أعددته لبلدي المجمعة فقال الشيخ نعم. قال الشيخ فأدخلني منزلًا عنده فيه كتب كثيرة فقال هذا هو السلاح الذي أعددته لها. إلَّا أن الشيخ عبد الله بن سيف لم يقدر له العودة إلى المجمعة بل بقي في المدينة واستطنها وذريته من بعده وصارت ذريته تعرف بالمدينة ببيت الفرضى نسبة إلى ابنه الشيخ إبراهيم صاحب العذب الفائض. كما أنهم تولوا بعد ذلك وظيفة الأذان في الحرم النبوي الشريف وتداولوا هذه الوظيفة إلى نهاية القرن الثالث عشر ولا أعلم عنهم الآن هل لا يزال لهم بقية أو انقرضوا.
والقصد أن الشيخ محمد - رحمه الله تعالى - تزود من علماء الحرمين الشريفين ثم رحل الشيخ إلى البصرة للاستزادة من العلم فقرأ على علماء البصرة. وكان من العلماء الذين لازمهم الشيخ محمد المجموعي (١) البصري وقراءته في مدرسة البصرة فوجد الشيخ في هذه الرحلة العلمية إلى الحرمين الشريفين وإلى البصرة من العلم ما لم يجده في نجد التي دروس علمائها لا تتجاوز فقه مذهب الإِمام أحمد فقد قرأ في التفسير والحديث وشروحه وعلوم العربية وغيرها حتى أدرك في ذلك مكة. قال الشيخ عبد القادر بن بدران الإمام الكبير محمد بن عبد الوهاب رحل إلى
(١) نسبة إلى قرية قرب البصرة يقال لها - المجموعة -.