للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فيما تحظى به النفوس العليّة، وعما ينفق في سوقهم العامية، إلى ما ينفق في سوقه الخاصية، إفرادا لرتبته العليا، وغايته القصوى، وتمييزا له عمن لا يجرى معه في هذا المضمار، ولا يتعلّق منه بالغبار؛ وقد حملت إلى الخزانة- عمرها الله! - شيئا من الدفاتر وآلة النجوم، فإن رأى مولانا أن يتطوّل «١» على عبده بالإذن فى عرض ذلك عليه مشرّفا له وزائدا في إحسانه إليه فعل إن شاء الله تعالى.

وأهدى أبو الطيب المتنبى إلى أبى الفضل بن العميد في يوم نوروز قصيدة مدحه فيها «٢» يقول في آخرها:

كثر الفكر كيف نهدى كما ته ... دى إلى ربّها الرئيس عباده

والّذى عندنا من المال والخيل ... فمنه هباته وقياده

فبعثنا بأربعين مهار ... كلّ مهر ميدانه إنشاده

فارتبطها فإنّ قلبا نماها ... مربط تسبق الجياد جياده

وفي هذه الكلمة يقول وقد احتفل فيها، واجتهد في تجويد ألفاظها ومعانيها، فعقّب عليه أبو الفضل في مواضع وقف عليها فقال «٣» :

هل لعذرى إلى الهمام أبى الفضل ... قبول سواد عينى مداده

أنا من شدّة الحياء عليل ... مكرمات المعلّه عوّاده «٤»

ما كفانى تقصير ما قلت فيه ... عن علاه حتى ثناه انتقاده

<<  <  ج: ص:  >  >>