للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

«١٠٩٣» - حدّث جار لأبي حية النميري قال: كان لأبي حيّة سيف ليس بينه وبين الخشبة فرق، وكان يسميه لعاب المنية، فأشرفت عليه وقد انتضاه من غمده وقد استذمر، وهو واقف [١] على باب بيت في داره، وقد سمع حسا، وهو يقول: أيّها المغترّ بنا والمجترىء علينا، بئس والله ما اخترت لنفسك، خير قليل وسيف صقيل، لعاب المنايا [٢] الذي سمعت به، مشهورة ضربته، لا تخاف نبوته، اخرج بالعفو عنك لا أدخل بالعقوبة عليك، إني والله إن أدع قيسا تملأ الفضاء خيلا ورجلا، فيا سبحان الله ما أكثرها وأطيبها، ثم فتح الباب على وجل فإذا كلب قد خرج فقال: الحمد لله الذي مسخك كلبا وكفاني حربا.

«١٠٩٤» - قال الأخطل يذكر شجاعا: [من الطويل]

وكرّار خلف المرهقين جواده ... حفاظا إذا لم يحم أنثى حليلها

ثنى مهره والخيل رهو كأنها ... قداح على كفّي مفيض يجيلها

يهين وراء الخيل نفسا كريمة ... لكبّة موت ليس يودى قتيلها

ويعلم أنّ المرء [٣] ليس بخالد ... وأن منايا المرء يسعى دليلها


[١] م: وقد انتضاه وهو واقف.
[٢] م ح: المنية:
[٣] م: الموت.

<<  <  ج: ص:  >  >>