للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الحروب، شديد الروغان [١] من قرنه، لا يكاد أحد يتمكّن منه، وكانت [٢] درعه صدرا لا ظهر لها، فقيل له: ألا تخاف أن تؤتى من قبل ظهرك؟

فقال: إذا أمكنت عدوي من ظهري فلا أبقى الله عليه إن أبقى عليّ.

«١٠٢٦» - قال ابن عبّاس: عقمت النساء أن يأتين بمثل علي بن أبي طالب عليه السلام، لعهدي به يوم صفين، وعلى رأسه عمامة بيضاء، وهو يقف على شرذمة من الناس يحضّهم على القتال، حتى انتهى إليّ وأنا في كنف من الناس، وفي أغيلمة من بني عبد المطلب فقال: يا معشر المسلمين تجلببوا السكينة، وأكملوا اللأمة، وأقلقوا [٣] السيوف في الأغماد، وكافحوا [٤] بالظّبا، وصلوا السيوف بالخطا، فإنكم بعين الله ومع ابن عم رسول الله صلّى الله عليه وسلّم. عاودوا الكرّ، واستحيوا من الفرّ، فإنه عار في الاعقاب، ونار يوم الحساب، وطيبوا عن الحياة [٥] أنفسا، وسيروا إلى الموت سيرا سجحا، ودونكم هذا الرواق الأعظم فاضربوا ثبجه، فإن الشيطان راكب صعيديه [٦] . قدّموا للوثبة رجلا وأخّروا للنكوص أخرى، فصمدا صمدا حتى يبلغ الحقّ أجله، وَاللَّهُ مَعَكُمْ، وَلَنْ يَتِرَكُمْ أَعْمالَكُمْ

(محمد: ٢٥) . ثم صدر عني وهو يقرأ قاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ

(التوبة: ١٤) .


[١] ح م: الروعات.
[٢] ح: مكان؛ م: وكان.
[٣] نهج: وقلقلوا.
[٤] نهج: ونافحوا.
[٥] نهج: عن أنفسكم.
[٦] نهج: فان الشيطان كامن في كسره.

<<  <  ج: ص:  >  >>