للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والتي!! والله لابن أبي طالب آنس بالموت من الطفل بثدي أمه، بل اندمجت على مكنون علم لو بحت به «١» لاضطربتم اضطراب الأرشية في الطويّ البعيدة.

[١٦٧]- ومن خطبة له عليه السلام: ذمتي بما أقول رهينة وأنا به زعيم، إنّ من صرّحت له العبر عما بين يديه من المثلات حجزه «٢» التقوى عن تقحّم الشبهات.

ومنها: ألا وإن الخطايا خيل شمس حمل عليها أهلها وخلعت لجمها وقحمت «٣» بهم في النار. ألا وإن التقوى مطايا ذلل حمل عليها أهلها، وأعطوا أزمّتها فأوردتهم الجنّة، حق وباطل، ولكلّ أهل، فلئن أمر الباطل لقديما فعل، ولئن قلّ الحقّ فربّما ولعلّ، ولقلما أدبر شيء فأقبل.

[١٦٨]- ومن كلام له عليه السلام: فإن المرء المسلم ما لم يغش دناءة وتظهر فيخشع لها إذا ذكرت ويغرى به لئام الناس، كان كالفالج الياسر الذي ينتظر أوّل فوزة من قداحه توجب له المغنم، فيرفع عنه بها المغرم، وكذلك المرء المسلم البريء من الخيانة، ينتظر إحدى الحسنيين: إما داعي الله فما عند الله خير له، وإما رزق الله فإذا هو ذو أهل ومال، ومعه دينه وحسبه؛ إن المال والبنين حرث الدنيا، والعمل الصالح حرث الآخرة، قد يجمعها الله لأقوام، فاحذروا من الله ما حذّركم من نفسه، واخشوه خشية ليست بتعذير، واعملوا في غير رياء ولا سمعة، فإنه من يعمل لغير الله يكله الله إلى من عمل له.


[١٦٧] نهج البلاغة: ٥٧، ونثر الدر ١: ٣٠٨، وعيون الأخبار ١: ٦٠، وأمالي الطوسي ١:
٢٤٠، وكنز العمال ١٦: ١٩٧، وبعضه في الحكمة الخالدة: ١١١، ولقاح الخواطر: ١٣ ب.
[١٦٨] نهج البلاغة: ٦٤، ونثر الدر ١: ٣٠٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>