للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تحسّنت له بخلف من الآخرة التي قبّحها سوء النظر عنده، وما المغرور الذي ظفر من الدنيا بأعلى همّته كالآخر الذي ظفر من الآخرة بأدنى سهمته.

[١٦٢]- وقال: ربّ مستقبل يوما ليس بمستدبره، ومغبوط في أوّل ليله قامت بواكيه في آخره؛ كما قال الشاعر «١» : [من البسيط]

يا راقد الليل مسرورا بأوّله ... إنّ الحوادث قد يطرقن أسحارا

أنشد ذلك ابن السكيت، وتمام الشعر «٢» :

أفنى القرون التي كانت مسلّطة ... مرّ الجديدين إقبالا وإدبارا

يا من يكابد دنيا لا مقام بها ... يمسي ويصبح في دنياه سيارا

كم قد أبادت صروف الدهر من ملك ... قد كان في الأرض نفّاعا وضرارا

[١٦٣]- وقال عليه السلام: الركون إلى الدنيا مع ما تعاين منها جهل، والتقصير في حسن العمل إذا وثقت بالثواب عليه غبن، والطمأنينة إلى كلّ أحد قبل الاختبار عجز.

[١٦٤]- وقال لقائل قال بحضرته، استغفر الله: ثكلتك أمك، أتدري


[١٦٢] نهج البلاغة: ٥٤٣، ولم ترد الأبيات فيه، والاستشهاد بها من عمل المؤلف أو أحد المعلقين، فهي منسوبة إلى محمد بن حازم الباهلي كما جاء في معجم الشعراء: ٣٧١ (وأورد منها البيت الأول) ، وهي في البصائر ١: ٥١، والبيت الأول في البيان ٣: ٢٠٢، والحيوان ٦: ٥٠٨ (دون نسبة) ونسب مع بيت آخر لابن الرومي في تفسير القرطبي؛ وانظر تذكرة الخواص: ١٣٥.
[١٦٣] نهج البلاغة: ٥٤٤ ومجموعة ورام ٢: ٢٩٧، ونسب لأميروس الشاعر في فقر الحكماء:
١٦٣، وفي البصائر ٣/٢: ٦٤١، لبزرجمهر، والفصول المهمة: ١١٨.
[١٦٤] نهج البلاغة: ٥٤٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>