للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولعلّ الحسد والملالة وشهوة الاستبدال اشتركت في ذلك منه؛ وهناك جنايات «١» في صلب الملك أو في بعض الحرم فلا يستطيع الملك أن يكشف للعامة موضع العورة في الملك، ويحتجّ لتلك العقوبة بما يستحقّ ذلك الذنب «٢» ولا يستطيع الملك ترك عقابه لما في ذلك من الفساد، على علمه بأن عذره غير مبسوط للعامة ولا معروف عند أكثر الخاصة.

ولعلّ المأمون أراد العذر بهذا الكلام عما كان يتّهم به من قتل الفضل بن سهل وينسب إليه من الوضع عليه. وان صحّ ذلك فمأخوذ من رأي رآه الرشيد في يحيى بن خالد فلم يتم له؛ قال يزيد بن مزيد، «٣» قال لي الرشيد: ما بقي في العرب من يفتك؟ قلت: وما ذاك يا أمير المؤمنين؟ قال: رجل يقتل لي يحيى ابن خالد، قال قلت له: أنا أقتله وآتيك برأسه. قال: ليس كذا أريد، إنما أريد أن يقتله رجل فأقتله به، قال: فحدّثت به الفضل بن سهل بمرو فوجم واغتمّ.

[١٠٩٣]- نزل رجل من أهل العسكر فعدا بين يدي المأمون وشكا إليه مظلمته، فأشار بيده: حسبك، فقال له بعض من كان يقرب من المأمون:

يقول لك أمير المؤمنين اركب، قال له المأمون: لا يقال لمثل هذا اركب، إنما يقال له: انصرف.

[١٠٩٤]- بينا الحسن اللؤلؤيّ يحدّث المأمون ليلا بالرقّة، وأطال الحسن


[١٠٩٣] البيان والتبيين ٢: ٢٥٦ ٣: ٣٧٧- ٣٧٨ ومحاضرات الراغب ١: ١٨٧.
[١٠٩٤] البيان والتبيين ٢: ٣٣٠، ٣: ٣٧٨ والعقد ٣: ٧ ونثر الدر ٣: ٣٦ وربيع الابرار:
١٣٩ ب وكتاب بغداد: ٤٠ ومحاضرات الراغب ١: ١٨٧ وكتاب الاذكياء: ٤٠ ونزهة الظرفاء: ٦/أوالريحان والريعان ١: ٢٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>