للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قرأ القرآن إنما يريد به الله تعالى وما عنده، ألا وقد خيّل إليّ أخيرا أن أقواما يقرأون القرآن يريدون به ما عند الناس، ألا فأريدوا الله بقراءتكم وأريدوا الله بأعمالكم، فإنما كنا نعرفكم إذ الوحي ينزل وإذ النبيّ بين أظهرنا، فقد رفع الوحي وذهب النبيّ صلّى الله عليه وسلّم وأنا أعرفكم بما أقول لكم، ألا فمن أظهر لنا خيرا ظننّا به خيرا وأثنينا عليه، ومن أظهر لنا شرّا ظننّا به شرّا وأبغضناه عليه، اقدعوا هذه النفوس عن شهواتها فإنها طلّاعة تنزع إلى شرّ غاية، إن هذا الحق ثقيل مريء، وإن الباطل خفيف وبيء، وترك الخطيئة خير من معالجة التوبة، وربّ نظرة زرعت شهوة، وربّ شهوة ساعة أورثت حزنا دائما.

[٢٧٠]- بعث إلى عمر رضي الله عنه بحلل فقسمها، فأصاب كلّ رجل ثوب، ثم صعد المنبر وعليه حلّة، والحلة ثوبان، فقال: أيها الناس ألا تسمعون؟ فقال سلمان الفارسي رحمه الله: لا نسمع، فقال عمر: ولم يا أبا عبد الله؟ فقال: إنك قسمت علينا ثوبا ثوبا وعليك حلة فقال: لا تعجل يا أبا عبد الله؛ ثمّ نادى يا عبد الله، فلم يجبه أحد، فقال: يا عبد الله بن عمر، فقال: لبيك يا أمير المؤمنين، فقال: نشدتك الله، الثوب الذي اتزرت به أهو ثوبك؟ قال: نعم، فقال سلمان: أما الآن فقل نسمع.

[٢٧١]- قال عمر رضي الله عنه: لو ماتت سخلة على شاطىء الفرات ضيعة لخشيت أن أسأل عنها.


[٢٧٠] نثر الدر ٢: ٣٣، وعيون الأخبار ١: ٥٥، وسيرة عمر: ١٤٧، وصفة الصفوة ١:
٢١٥، والمصباح المضيء: ١٦٢.
[٢٧١] قارن بطبقات ابن سعد ٣: ٣٠٥، وحلية الأولياء ١: ٥٣، وصفة الصفوة ١: ١٠٩، وتسهيل النظر: ١٤٤، وسيرة عمر (ابن الجوزي) : ١١٣ والمصباح المضيء ١: ٢٧٤، والشفا: ٦١ (باختلاف بين سخلة أو شاة أو جدي ... إلخ) ، ولقاح الخواطر: ٢٩ ب.

<<  <  ج: ص:  >  >>