وقال القاضى المحاملى: رأيت داود يصلى، فما رأيت مسلما يشبهه في حسن تواضعه.
مات داود في رمضان سنة سبعين ومائتين. [ميزان الاعتدال (٢/ ١٥)].
• داود بن علي الأصبهاني الفقيه الظاهري أبو سليمان.
قال أبو الفتح الأزدي: تركوه كذا قال.
ومولده سنة مئتين.
وسمع من سليمان بن حرب والقعنبي ومُسَدَّد، وَابن راهويه، وَأبي ثور وصنف الكتب.
قال الخطيب في تاريخه: كان إماما ورعا زاهدا ناسكا وفي كتبه حديث كثير لكن الرواية عنه عزيزة جدا. روى عنه ابنه محمد الفقيه وزكريا الساجي وجماعة.
وقال أبو إسحاق: مولده سنة اثنتين ومئتين وأخذ العلم عن إسحاق، وَأبي ثور وكان زاهدا متقللا.
وقال ابن حزم: إنما عرف بالأصبهاني لأن أمه أصبهانية وكان عراقيا كتب ثمانية عشر الف ورقة.
وقال أبو إسحاق: قيل كان في مجلسه أربعمِئَة صاحب طيلسان أخضر وكان من المتعصبين للشافعي صنف مناقبه قال وإليه انتهت رياسة العلم ببغداد وأصله من أصبهان ومولده بالكوفة ومنشؤه ببغداد وبها قبره. قلت: وقد كان داود أراد الدخول على الإمام أحمد فمنعه وقال: كتب الى محمد بن يحيى الذهلي في أمره وأنه زعم أن القرآن محدث فلا يقربني فقال: يا أبا عبد الله إنه ينتفي من هذا وينكره فقال: محمد بن يحيى أصدق منه.
وقال المروذي: حَدَّثَنَا محمد بن إبراهيم النيسابوري أن إسحاق بن راهويه لما سمع كلام داود بن علي في بيته وثب وضربه وأنكر عليه.
وقال محمد بن الحسين بن صبيح: سمعت داود يقول: القرآن محدث ولفظي بالقرآن مخلوق.
وقال المروذي: كان داود قد خرج الى ابن راهويه فتكلم بكلام شهد عليه اثنان أنه قال: القرآن محدث.
قال سعيد بن عَمْرو البرذعي: كنا عند أبي زرعة فقال عبد الرحمن بن خراش: داود كافر، فوبخه أبو زرعة.
ثم قال أبو زرعة: من كان عنده علم فلم يصنه ولم يقتصر عليه والتجأ الى الكلام فما في يدك منه شيء.
هذا الشافعي لا أعلم تكلم في كتبه بشيء من هذا الفضول الذي قد أحدثوه، وَلا أرى امتنع من ذلك الا ديانة ترى داود لو اقتصر على ما يقتصر عليه أهل العلم لظننت أنه يكمد أهل البدع لما عنده من البيان والآلة ولكنه تعدى.
لقد قدم من نيسابور فكتب الي محمد بن رافع، ومُحمد بن يحيى وعمرو بن زرارة وحسين بن منصور وجماعة بما أحدث هناك فكتمت ذاك خوفا من عواقبه فقدم بغداد وكلم صالح بن أحمد أن يتلطف له في الاستئذان على أبيه فقال: هذا كتب الي محمد بن يحيى أنه زعم أن القرآن محدث فلا يقربني. وقال الحسين بن إسماعيل المحاملي: كان داود جاهلا بالكلام.
وقال وراق داود: قال داود: أما الذي في اللوح المحفوظ فغير مخلوق وأما الذي بين الناس فمخلوق.
قلت: هذا أدل شيء على جهله بالكلام فإن جماهيرهم ما فرقوا بين الذي في اللوح المحفوظ وبين الذي في المصاحف فإن الحدث لازم عندهم لهذا ولهذا