وسمع من سليمان بن حرب، والقعنبى، ومسدد، وابن راهويه، وأبى ثور، وصنف الكتب.
قال الخطيب في تاريخه: كان إماما ورعا زاهدا ناسكا، وفي كتبه حديث كثير لكن الرواية عنه عزيزة جدا.
روى عنه ابنه محمد الفقيه، وزكريا الساجى، وجماعة.
وقال أبو إسحاق: مولده سنة اثنتين ومائتين، وأخذ العلم عن إسحاق وأبى ثور، وكان زاهدا متقللا.
وقال ابن حزم: إنما عرف بالاصبهاني لان أمه أصبهانية، وكان عراقيا كتب ثمانية عشر الف ورقة.
وقال أبو إسحاق: قيل كان في مجلسه أربعمائة صاحب طيلسان أخضر.
وكان من المتعصبين للشافعي، صنف مناقبه.
قال: وإليه انتهت رياسة العلم ببغداد، وأصله من أصبهان، ومولده بالكوفة، ومنشؤه ببغداد وبها قبره.
قلت: وقد كان داود أراد الدخول على الامام أحمد فمنعه وقال: كتب الى محمد بن يحيى الذهلى في أمره، وأنه زعم أن القرآن محدث، فلا يقربني.
فقيل: يا أبا عبد الله، إنه ينتفى من هذا وينكره.
فقال: محمد بن يحيى أصدق منه.
وقال المرودى: حدثنا محمد بن إبراهيم النيسابوري أن إسحاق بن راهويه لما سمع كلام داود بن على في بيته وثب وضربه، وأنكر عليه.
وقال محمد بن الحسين بن صبيح: سمعت داود يقول: القرآن محدث، ولفظي بالقرآن مخلوق.
وقال المرودى: كان داود قد خرج الى ابن راهويه فتكلم بكلام شهد عليه اثنان أنه قال: القرآن محدث.
قال سعيد بن عمرو البردعى: كنا عند أبى زرعة فقال عبد الرحمن بن خراش: داود كافر، فوبخه أبو زرعة، ثم قال أبو زرعة: من كان عنده علم فلم يصنه ولم يقتصر عليه، والتجأ الى الكلام فما في يدك منه شئ، هذا الشافعي لا أعلم تكلم في كتبه بشئ من هذا الفضول الذى قد أحدثوه، لا أرى امتنع من ذلك الا ديانة، ترى داود لو أقتصر على ما يقتصر عليه أهل العلم لظننت أنه يكمد أهل البدع لما عنده من البيان والآلة، ولكنه تعدى، لقد قدم من نيسابور.
فكتب الى محمد بن رافع، ومحمد بن يحيى، وعمرو بن زرارة، وحسين بن منصور، وجماعة بما أحدث هناك، فكتمت ذاك خوفا من عواقبه، فقدم بغداد، فكلم صالح ابن أحمد أن يتلطف له في الاستئذان على أبيه، فقال: هذا كتب الى محمد بن يحيى أنه زعم أن القرآن محدث فلا يقربني.
وقال الحسين بن إسماعيل المحاملى: كان داود جاهلا بالكلام.
قال وراق داود: قال داود: أما الذى في اللوح المحفوظ فغير مخلوق، وأما الذى بين الناس فمخلوق.
قلت: هذا أدل شئ على جهله بالكلام، فإن جماهيرهم ما فرقوا بين الذى في اللوح المحفوظ وبين الذى في المصاحف، فإن الحدث لازم عندهم لهذا ولهذا، وإنما يقولون القائم بالذات المقدسة غير مخلوق، لانه من علمه تعالى، والمنزل الينا محدث، ويتلون قوله تعالى: ما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث.
والقرآن كيفما تلى أو كتب أو سمع فهو وحى الله وتنزيله غير مخلوق.