كما أشار الشيخ -رحمه الله- مبينًا فضل التوحيد، في أن من حقق التوحيد دخل الجنة بغير حساب، كما قال تعالى:{إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُنْ مِنَ الْمُشْرِكِين}(النحل: الآية: ١٢٠) وقال تعالى: {وَالَّذِينَ هُمْ بِرَبِّهِمْ لا يُشْرِكُون}(المؤمنون: الآية: ٥٩) وكما في حديث حصين بن عبد الرحمن، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس في عرض الأمم على النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- ومنهم أمته:((وفي أمتي سبعون ألفًا يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب)) وهم الذين حققوا التوحيد بتركهم الاسترقاء، والاكتواء، والتطير، متوكلين على الله تعالى.
والشيخ قد بين أهمية التوحيد، وأهمية معرفته في كتابه (التوحيد) وعقد أبوبًا متعددة لذلك، فمَن أتى بهذا التوحيد فوحد الله في ألوهيته وعبادته، فقد وحد الله في ذاته، وأسمائه، وصفاته، وأفعاله، وربوبيته، والشيخ محمد بن عبد الوهاب اجتهد -رحمه الله- في توضيح هذه الحقيقة، ودافع عنها، ونافح عنها، ولقد استفاد الناس كثيرًا منه في هذه المسائل، واستفادوا من كتبه -رحمه الله.
ولذلك قبل أن أنهي محاضرتي، أود في نقطة تالية وهي:
د- أن أشير إلى أثر دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب -رحمه الله تبارك تعالى- في العالم الإسلامي:
دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب له أثر كبير في العالم الإسلامي، فالنهضة القائمة اليوم، والدعوات السلفية الصحيحة القائمة والمنتشرة في هذا الزمان، والتي اتبع الناس فيها منهج الكتاب والسنة وفق فهم سلف هذه الأمة، كانت بسبب دعوة الشيخ في هذا العصر بهذا الشيخ المجدد -رحمه الله تبارك وتعالى.
فالدعوة قد انتشرت في اليمن، وقد ذكر الشيخ محمد رشيد رضا -رحمه الله-: أن علماء السنة في اليمن قد بلغهم كل ما قيل في الشيخ محمد بن عبد الوهاب -رحمه الله- فبحثوا، وتثبتوا، وتبينوا كما أمر الله تعالى، فظهر لهم الحق، وظهر أن الطاعنين عليه مفترون لا أمانة لهم، وأثنى -رحمه الله تبارك وتعالى الشيخ- رشيد رضا على فحول أئمة علماء اليمن، الذين اتبعوا دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب -رحمه الله.