للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ويقول الشيخ بعد كلام طويل له في تقرير طلب العلم للسنة والعمل بها، وقد تبين أن الواجب طلب علم ما أنزل على رسوله -صلى الله عليه وآله وسلم- من الكتاب والحكمة، ومعرفة ما أراد بذلك، كما كان عليه الصحابة والتابعون ومن سلك سبيلهم، وكل ما يحتاج الناس إليه، فقد بينه الله ورسوله -صلى الله عليه وآله وسلم- بيانًا شافيًا كافيًا، فكيف أصول الدين والتوحيد والإيمان، ثم إذا عُرف ما بينه -صلى الله عليه وآله وسلم- نُظر في أقوال الناس وما أرادوا بها، فعرضت على الكتاب والسنة والعقل الصريح الذي هو موافق للرسول -صلى الله عليه وآله وسلم- فإنه الميزان مع الكتاب، فهذا سبيل الهُدى.

وأما سبيل الضلال والبدع والجهل، فعكسه أن تبتدع بدعة بآراء الرجال وتأويلاتهم، ثم تجعل ما جاء به الرسول -صلى الله عليه وآله وسلم- تبعًا لها، وتحرِّف ألفاظه، وتُؤول على وفق ما أصَّلوه، وهؤلاء تجدهم في نفس الأمر لا يعتمدون على ما جاء به الرسول -صلى الله عليه وآله وسلم- ولا يتلقون منه الهُدى، ولكن ما وافقه منه قبلوه وجعلوه حجة لا عمدة، وما خالفهم منه تأولوه، كالذين يحرفون الكلم عن مواضعه، أو فوَّضوه كالذين لا يعلمون الكتاب إلا أماني.

هذه كلمة يسيرة، ولو شئت أن أطيل لفعلت عن منهج الشيخ -رحمه الله تبارك وتعالى- ويظهر من ذكري لمنهج الشيخ -رحمه الله- الاتباع الكامل لكتاب الله وسنة نبيه -صلى الله عليه وسلم- والحرص على طلب العلم، ومخاطبة الناس بالتي هي أحسن، واستعمال الوسائل التربوية في مثل ذلك.

جـ- والحديث فيها يطول ويطول، ولكني سأجتزِئ قدرَ الإمكان نقطة ج بعنوان: "عقيدة الشيخ في التوحيد":

الكلام في التوحيد يكون من مقامين:

مقام الخبر: وهو الذي يترتب عليه توحيد المعرفة والإثبات، أي: التوحيد العلمي.

<<  <   >  >>