للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قلت: "ما" موصولة و"لفظي" خبر مبتدأ محذوف، والجملة صلة, و"يجي" خبر الموصول.

أي: والذي هو من التوكيد لفظي, يجيء مكررا.

قوله:

ولا تُعِدْ لفظ ضمير متصل ... إلا مع اللفظ الذي به وُصِل

تقول: "قمتُ قمتُ" ونحوه؛ لأن إعادته مجردا تخرجه عن الاتصال.

ثم قال:

"كذا الحروف" يعني: أن الحرف لا يعاد إلا مع ما اتصل به أولا؛ لكونه كالجزء منه نحو: "إن زيدا قائم, إن زيدا قائم" و"في الدار, في الدار زيد" ولا يعاد وحده إلا ضرورة، نص عليه ابن السراج كقوله١:


١ قائله: هو مسلم بن معبد الوالبي الأسدي, وقيل: هو لرجل من بني أسد لم يعين.
وصدره:
فلا والله لا يُلفى لما بي ...
وهو من الوافر.
اللغة: "لا يلفى" لا يوجد، من ألفى إذا وجد، "لما بي" الذي بي.
المعنى: يقسم أنه لا يوجد للذي به من الموجدة والألم، ولا للذي عند خصومه من الحقد والضغينة, علاج، وليس هناك أمل في المودة والمصالحة وإزالة الأحقاد والضغائن، بعد أن تفاقم الخطب وعظم الخلاف.
الإعراب: "فلا" الفاء عاطفة, و"لا" زائدة لتوكيد القسم, "والله" حرف قسم وجر متعلق بفعل قسم محذوف, "لا" نافية, "يلفى" فعل مضارع مبني للمجهول جواب القسم, "لما" ما موصولة مجرورة باللام متعلق بيلفى, "بي" متعلق بمحذوف صلة, "ولا للما بهم" الواو عاطفة و"لا" زائدة لتأكيد النفي، واللام الأولى حرف جر واللام الثانية مؤكدة للأولى، وما اسم موصول مبني على السكون في محل جر باللام الأولى، والجار والمجرور معطوف بالواو على الجار والمجرور السابق, بهم متعلق بمحذوف صلة الموصولة, "أبدا" ظرف متعلق بيلفى, "دواء" نائب فاعل يلفى.
الشاهد فيه: "للما" فاللام الثانية توكيد للأولى الجارة، ولم يفصل بينهما فاصل مع أن اللام ليست من أحرف الجواب وهو شاذ؛ لأن الحرف المؤكد موضوع على حرف هجائي واحد لا يكاد يقوم بنفسه, ولو جاء على الصواب لقال: "لما لما به".
مواضعه: ذكره من شراح الألفية: الأشموني ٤١٠/ ٢، وابن هشام ١٥٢/ ٣, وابن الناظم.

<<  <  ج: ص:  >  >>