للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

.. ولا لِلِما بهم أبدا دواء

وأجاز الزمخشري: "إن إن زيدا قائم", وتبعه ابن هشام.

قال في شرح التسهيل: وقوله مردود؛ لعدم إمام يستند إليه وسماع يعتمد عليه.

ولا حجة له في قول الشاعر١:

إن إن الكريم يحلُم ما لم ... يَرَيَنْ من أجاره قد ضِيما

فإنه من الضرورات.


١ قائله: لم أقف على اسم قائله, وهو من الخفيف.
اللغة: "يحلم" من الحلم وهو الأناة والتعقل, "أجاره" جعله في جواره وحمايته, "ضيم" مبني للمجهول , أي: ظلم وبخس حقه.
المعنى: إن الكريم الخلق يتحلى بالحلم والتعقل في تصرفاته, ما لم ير أن من أجاره وجعله في حماه قد ظلم واعتدى عليه، فعند ذلك يذهب عنه حلمه ويبطش بهذا الظالم المعتدي على من التجأ إليه.
الإعراب: "إن" حرف توكيد ونصب, "إن" الثانية توكيد لها, "الكريم" اسمها, "يحلم" الجملة خبر, "ما" مصدرية ظرفية, "يرين" مضارع مؤكد بالنون الخفيفة في محل جزم بلم, و"ما" دخلت عليه في تأويل مصدر بإضافة اسم زمان منصوب بيحلم, أي: يحلم مدة عدم رؤيته, "من" اسم موصول مفعول ليرى, "أجاره" الجملة صلة, "قد ضيما" حرف تحقيق, وفعل ماض مبني للمجهول ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه, والجملة في محل نصب صفة لمن أو حال إن جعلت "يرى" بصرية، ومفعول ثانٍ إن كانت علمية.
الشاهد فيه: "إن إن" حيث أكد الحرف "إن" بإعادته من غير فاصل بينهما, مع أنه ليس من حروف الجواب, وهو شاذ لا يقاس عليه.
مواضعه: ذكره من شراح الألفية: الأشموني ٤١٠/ ٢، وابن هشام ١٥٢/ ٣، وذكره السيوطي في الهمع ١٢٥/ ٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>