للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

مثال المختلفين في المعنى والعمل: "جاء زيد ورأيت عمرا العاقلين".

ومثال المختلفين في المعنى دون العمل: "جاء زيد وذهب عمرو العاقلين".

ومثال المختلفين في العمل دون المعنى: "مررت بزيد وجاوزت عمرا العاقلين".

يجوز في ذلك "العاقلان" على تقدير: هما، و"العاقلين" على تقدير: أمدح، والإتباع في ذلك يمتنع عند الجمهور، إذ العمل الواحد لا يمكن نسبته إلى عاملين, من شأن كل واحد منهما أن يستقل.

فإن قلت: قوله: "وحيدي" صفة لماذا؟

قلت: لمحذوف تقديره: ونعت معمولي عاملين وحيدي معنى وعمل.

فإن قلت: هل يعني بقوله: "أتبع" إيجاب الإتباع أو الإعلام بجوازه؟

قلت: لا يصح حمله على الإيجاب، فإن القطع في ذلك منصوص على جوازه.

فإن قلت: ما معنى قوله: "بغير استثنا"؟

قلت: يعني في الرفع والنصب والجر كما قال الشارح، وكأنه يشير بذلك إلى مذهب من خصص جواز الإتباع بنعت فاعلين وخبري مبتدأين، ولا وجه للتخصيص.

وقوله:

وإنْ نعوتٌ كثُرت وقد تلت ... مفتَقِرا لذكرهن أُتبعت

إذا كثرت نعوت الاسم، فله ثلاثة أحوال:

أحدها: أن يكون مفتقرا إلى جميعها, لا يتميز بدونها.

والثاني: أن يكون مستغنيا عنها, متميزا بدونها.

والثالث: أن يكون مفتقرا إلى بعضها دون البعض.

فإن كان مفتقرا إلى جميعها وجب إتباع الجميع، وإن كان متعينا بدونها جاز فيه ثلاثة أوجه:

<<  <  ج: ص:  >  >>