للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وهو مذهب كوفي وذكره الفارسي في التذكرة، وتبعهم القتبي١, وروى ذلك عن الأصمعي في قوله:

شربن بماء البحر٢..... ... ...............

قال في شرح التسهيل: والأحسن أن يضمن "شربن معنى: روين"٣.

"وعن" نحو: {وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّمَاءُ بِالْغَمَامِ} ٤ {بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ} ٥, "أي: عن أيمانهم"٦ كذا قال الأخفش, ومثله {فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا} ٧ وكونها بمعنى "عن" بعد السؤال منقول عن الكوفيين، وتأوله الشلوبين على أنها باء السببية, أي: فاسأل بسببه، وتأوله غيره على التضمين, أي: فاعتن أو أهتم به؛ لأن السؤال عن الشيء "اعتناء"٨ به.


١ هو: أبو محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري ولد بالكوفة، وأقام ببغداد وسمع من الزيادي وغيره، وصنف مؤلفات تشهد له بعلو كعبه؛ منها في النحو: جامع النحو الكبير وجامع النحو الصغير، وشهرته تغني عن التعريف به. توفي ببغداد سنة ٢٧٦هـ.
٢ جزء من بيت قائله أبو ذؤيب الهذلي, يصف السحاب. من الطويل, وتمامه:
.... ثم ترفعت ... متى لجج خضر لهن نئيج
الشرح: "ترفعت" تصاعدت وتباعدت, "لجج" جمع: لجة بزنة غرفة وغرف, "نئيج" -بفتح النون وكسر الهمزة- الصوت العالي المرتفع. المعنى: يدعو لامرأة -ذكرها في بيت الشاهد باسم أم عمرو- بالسقيا بماء سحب موصوفة بأنها شربت من ماء البحر، وأخذت ماءها من لجج خضر، ولها في تلك الحال صوت مرتفع عالٍ.
الإعراب: "شربن" فعل ماض وفاعله, "بماء" جار ومجرور متعلق بشرب, "البحر" مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة, "ثم" حرف عطف, "ترفعت" فعل ماض والتاء للتأنيث والفاعل ضمير مستتر, "متى" حرف جر بمعنى "من", "لجج" مجرور بمتى والجار والمجرور بدل من "بماء البحر", "خضر" صفة للجج, "لهن" جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر مقدم, "نئيج" مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة الظاهرة.
الشاهد: في "بماء البحر", فإن الباء فيه بمعنى مِنْ للتبعيض.
مواضعه: ذكره من شراح الألفية: ابن الناظم ١٥٠, وابن عقيل ٢/ ١٦, والأشموني ٢/ ٢٩٣، والسيوطي في الهمع ٢/ ٣٤, والخصائص ٢/ ٨٥.
٣ ب، جـ, وفي أ "شربنا, روينا".
٤ من الآية ٢٥ من سورة الفرقان.
٥ من الآية ١٢ من سورة الحديد.
٦ أ، جـ.
٧ من الآية ٥٩ من سورة الفرقان.
٨ جـ, وفي أ "اغتناء", وفي ب "اهتمام".

<<  <  ج: ص:  >  >>