للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قلت: لعله أراد أنه قليل بالنسبة إلى الظاهر، ويؤيده قوله في الكافية:

وربَّهُ عطبا استُندر وقِس ... عليه إن شئت وحُد عن مُلْبِس

فقال١: وقس عليه.

تنبيهان:

الأول: مذهب البصريين أن الضمير المجرور برب يلزم إفراده وتذكيره استغناء بمطابقة التمييز "للمراد"٢، وحكى الكوفيون مطابقته أيضا.

الثاني: اختلف في الضمير المجرور برب، فقيل: معرفة، وإليه ذهب الفارسي وكثير. وقيل: نكرة، واختاره الزمخشري وابن عصفور.

وقوله: كذا كَهَا.

أشار به إلى أن الكاف قد تجر ضمير الغائب قليلا, كقول الراجز:

................. ... وأم أوعال كَهَا أو أقربا٣


١ ب.
٢ أ، جـ.
٣ عجز بيت قائله العجاج, يصف حمار الوحش وأتنه حين أرادوا ورود الماء, فرأى الصياد فهرب بهن. والبيت من قصيدة مرجزة مسدسة.
وصدره:
خلَّى الذنَابات شمالا كَثَبا
ويروى: نحى الذنابات. ورواية الأشموني:
وأم أوعال كها أو أقربا ... ذات اليمين غير ما أن ينكبا
الشرح: "الذنابات" -بفتح الذال- جمع ذنابة، وهي آخر الوادي ينتهي إليه السيل، وقيل: اسم مكان بعينه, "كثبا" -بفتح الكاف والتاء- أي: قربا, "أم وعال" -بفتح الهمزة- هي هضبة في ديار بني تميم.
المعنى: أنه جعل الذنابات -أي الحمار الوحشي- عن طريقه في جانب شماله قريبا منه، وجعل أم أوعال في جانب يمينه مثل الذنابات في القرب, أو أقرب.
الإعراب: "خلى" فعل ماض وفاعله ضمير مستتر, "الذنابات" مفعول أول, "شمالا" مفعول ثان, "كثبا" صفة لشمال, "وأم أوعال" يروى بالنصب وبالرفع؛ فأما النصب فبالعطف على الذنابات, وأما الرفع فبالابتداء, "كها" على رواية النصب هو في موضع المفعول الثاني، وعلى رواية الرفع متعلق بمحذوف خبر المبتدأ, "أو" عاطفة, "أقربا" معطوف على الضمير المجرور بالكاف من غير إعادة الجار.
الشاهد: في "كها", حيث دخلت كاف التشبيه على الضمير وهو قليل. =

<<  <  ج: ص:  >  >>