للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وحكى الأخفش دخولها على الرب, قالوا: "تربِّ الكعبة", وقالوا أيضا: "تالرحمن" و"تحياتك" وهو شاذ.

وقالوا: إنها بدل من واو القسم.

وقوله:

وما رَوَوْا من نحو رُبَّهُ فتى ... نزر...................

أشار "به"١ إلى أنه قد ورد دخول رب على المضمر, وأنه قليل. ومنه قول الشاعر:

.............. ... ورُبَّهُ عطبا أنقذت من عَطَبه٢

وروي: "وربه عطبٍ" بالجر على نية من, وهو شاذ.

فإن قلت: إنما أورد النحويون ذلك على أنه "فصيح"٣ مقيس "عليه"٤, فكيف قال: "نزر"؟


١ أ، جـ.
٢ قال العيني: أنشده ثعلب ولم يعزه إلى قائله, وهو من البسيط.
وصدره:
#واهٍ رأبت وشيكا صدع أعظمه
الشرح: "واه" من وها الحائط, إذا ضعف وهمّ بالسقوط, "رأبت" أصلحت وشعبت, "وشيكا" -بفتح الواو وكسر الشين- سريعا, "صدع أعظمه" الصدع: الشق, "عطبا" هو صفة مشبهة على وزن فعل -بفتح الفاء وكسر العين- أي: هالكا, "من عطبه" مصدر على وزن فَعَل بفتحتين.
المعنى: رب شخص ضعيف أشرف على الهلاك والسقوط, فجبرت كسره ورشت جناحه.
الإعراب: "واه" هو على تقدير رب مبتدأ, "رأبت" فعل وفاعل والجملة في محل رفع خبر, "وشيكا" مفعول مطلق لرأبت، أي: رأبت رأبا وشيكا, "صدع" مفعول لرأبت منصوب بالفتحة الظاهرة, "أعظمه" مضاف إليه, "وربه" رب حرف جر شبيه بالزائد والضمير في محل جر لرب، وله محل رفع بالابتداء, "عطبا" تمييز منصوب بالفتحة الظاهرة, "أنقذت" فعل وفاعل والجملة في محل رفع خبر المبتدأ الذي هو مجرور برب, "من عطبه" جار ومجرور متعلق بأنقذ.
الشاهد: في "وربه عطبا" حيث جرت "رب" الضمير وهو شاذ.
مواضعه: ذكره من شراح الألفية: ابن الناظم ص١٤٨، وابن عقيل ٢/ ٩, والأشموني ٢/ ٢٥٨، وداود, والسندوبي.
٣ أ، جـ, وفي ب "صحيح".
٤ جـ.

<<  <  ج: ص:  >  >>