للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

عامل التمييز إن لم يكن فعلا متصرفا, لم يجز التمييز عليه, قال المصنف بإجماع.

وأما قوله:

ونارنا لم يُرَ نارًا مثلُها١ ... ......................

فضرورة، وتأوله بعضهم على أن الرؤية علمية، ونارا مفعول ثانٍ. وإن كان فعلا متصرفا, فذهب سيبويه والفراء وأكثر البصريين والكوفيين إلى منع تقديمه عليه, وذكروا لمنع تقديمه عللا٢.


١ هذا صدر بيت. قال العيني: هذا رجز لم يعلم قائله. وبحثت فلم أعثر له على قائل. وعجزه:
قد علمت ذاك مَعَدّ كلها
الشرح: "معد" -بفتح الميم- وهو أبو العرب -معد بن عدنان- وكان سيبويه يقول: الميم من نفس الكلمة؛ لقولهم: تمعدد لقلة تمفعل في الكلام وقد خُولف فيه.
الإعراب: "نارنا" نار مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة وضمير المتكلم مضاف إليه, "لم" حرف نفي وجزم وقلب, "ير" فعل مضارع مبني للمجهول مجزوم بلم وعلامة جزمه حذف الألف, "نارا" تمييز لمثلها, "مثلها" نائب فاعل ير، وضمير الغائبة مضاف إليه, "قد" حرف تحقيق, "علمت" فعل ماض والتاء للتأنيث, "ذاك" اسم إشارة مفعول به لعلم والكاف حرف خطاب, "معد" فاعل مرفوع بالضمة الظاهرة, "كلها" توكيد لمعد وضمير الغائبة مضاف إليه.
الشاهد: في "نارا" فإنه تمييز تقدم على عامله الاسم الجامد وهو مثلها؛ لأنه تمييز مفرد، وهو خاص بالضرورة، وقد يقال: إن هذا لا دليل فيه على جواز تقديم التمييز على عامله إذا كان اسما جامدا؛ وذلك لجواز أن تكون الرؤية من رؤية القلب, فيكون حينئذ "مثلها" مفعولا أول ناب عن الفاعل، ونارا مفعولا ثانيا. ا. هـ. العيني.
مواضعه: ذكره من شراح الألفية: ابن الناظم ص١٤٦، وداود، والأشموني ١/ ٢٦٦.
٢ قال سيبويه والجمهور: إن التمييز لا يجوز تقديمه على عامله مطلقا؛ لأنه كالنعت في الإيضاح، والنعت لا يتقدم على عامله فكذلك ما أشبهه. وأيضا فالغالب في التمييز المنصوب بفعل متصرف أن يكون فاعلا في الأصل, فلا يغير عما كان يستحقه من وجوب التأخير. ا. هـ. تصريح الشيخ خالد ١/ ٤٠٠ بتصرف.

<<  <  ج: ص:  >  >>