للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فإن قلت: ما معنى "من" الداخلة على التمييز؟

قلت: هي للتبعيض١.

وقال الشلوبين: يجوز أن تكون بعد المقادير وما أشبهها زائدة عند سيبويه، كما زيدت: "ما جاءني من رجل"، قال: "إلا أن المشهور من مذهب النحويين -ما عدا الأخفش- أنها لا تزاد إلا في غير الواجب"٢.

قال في الارتشاف٣: ويدل على صحة ذلك -يعني الزيادة- أنه عطف على موضعها نصبا٤, قال الحطيئة:

طافت أمامة بالرُّكبان آونة ... يا حسنه مِن قَوَامٍ ومنتقبا٥

قال:

وعامل التمييز قدم مطلقا ... والفعل ذو التصريف نَزْرا سُبِقا


١ وصححه ابن عصفور.
٢ أ، ب، وفي جـ "الموجب".
٣ ارتشاف الضرب لأبي حيان ص٧٨٩.
٤ راجع الأشموني ١/ ٢٦٥.
٥ قائله الحطيئة واسمه جرول. قال الجوهري: جرول لقب الحطيئة العبسي الشاعر. وهي أول قصيدة بائية من البسيط.
الشرح: "طافت" من طيف الخيال وهو مجيئه في النوم، "أمامة" -بضم الهمزة وتخفيف الميم- اسم امرأة, "الركبان" جمع راكب، والركب: أصحاب الإبل في السفر دون الدواب، وهم العشرة فما فوقها, "آونة" بالمد أي: مرة وتارة، قال الجوهري: الأوان: الحين، والآونة جمعه مثل زمان وأزمنة, "قوام" بكسر القاف من قوام الرجل وهو قامته وحسن طوله، "المنتقب" -بفتح القاف- موضع النقاب.
المعنى: يا حسن قوامها ويا حسن منتقبها، يريد: ما أحسن ذلك منها.
الإعراب: "طافت" فعل ماض والتاء للتأنيث, "أمامة" فاعل طاف مرفوع بالضمة الظاهرة, "بالركبان" جار ومجرور متعلق بطاف, "آونة" ظرف زمان منصوب بطاف وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة, "يا" حرف نداء, "حسنه" منادى منصوب بالفتحة الظاهرة وهو مضاف وضمير الغائب مضاف إليه, "من" حرف جر زائد, "قوام" تمييز منصوب بفتحة مقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد, "ومنتقبا" الواو عاطفة ومنتقبا معطوف على قوام. =

<<  <  ج: ص:  >  >>