للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فإن قلت: ما المراد بإلغائها؟

قلت: جعلها "كأنها"١ لم تذكر, فلا تؤثر في لفظ ولا معنى غير التوكيد.

ثم قال:

........... ... وإن تُكَرَّر لا لتوكيد

يعني: لقصد استثناء، وحينئذ لا يخلو ذلك من أن يكون مع تفريغ ما قبل "إلا" من العوامل, أو مع تمامه.

فهاتان حالتان, أشار إلى الأولى بقوله:

................ فمع ... تفريغ التأثيرَ بالعامل دع

في واحد مما بإلا استُثني ... وليس عن نصب سواه مغني

المراد بالعامل "إلا", وبالتأثير النصب على الاستثناء.

فكأنه قال: دع النصب على الاستثناء "بإلا" في واحد من المستثنيين أو المستثنيات.

"وليس عن نصب سواه مغني" أي: سوى ذلك الواحد.


= المعنى: لا منفعة لك من جملك إلا في نوعين من سيره, وهما: الرسيم والرمل.
الإعراب: "ما" نافية, "لك" جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر مقدم, "من" حرف جر, "شيخك" مجرور بمن وعلامة جره الكسرة الظاهرة وضمير المخاطب مضاف إليه, "إلا" أداة استثناء ملغاة, "عمله" مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة الظاهرة وضمير الغائب مضاف إليه, "رسيمه" بدل من عمل والضمير مضاف إليه, "وإلا" الواو حرف عطف, وإلا حرف زائد مبني على السكون لا محل له من الإعراب, "رمله" معطوف على رسيم مرفوع بالضمة الظاهرة وضمير الغائب مضاف إليه.
الشاهد: في "إلا رسيمه وإلا رمله" حيث تكررت "إلا" في البدل والعطف ولم تُفِد غير مجرد التوكيد، وقد أُلغيت. "ما لك من شيخك إلا عمله". ورد في مجمع الأمثال لأبي الفضل النيسابوري جـ٢ ص٢٨٩ رقم ٣٩٣٣: "يضرب للرجل حين يكبر؛ أي: لا يصلح أن يكلف إلا ما كان اعتاده وقدر عليه قبل هرمه" ا. هـ.
مواضعه: ذكره من شراح الألفية: ابن الناظم ص١٢٥, وابن هشام ٢/ ٦٧، وابن عقيل ١/ ٣٤٠، وداود, والسندوبي, والأشموني ١/ ٢٣٢، والمكودي ص٧١, والسيوطي ص٦٣، وأيضا ذكره في همع الهوامع ١/ ٢٧٧، سيبويه جـ١ ص٣٧٤.
١ أ، جـ, وفي ب "كأن".

<<  <  ج: ص:  >  >>