للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قلت: يحتمل أن "يعود"١ على السابق, أي: يكن السابق في طلبه لما بعد "إلا" كما لو عدم "إلا", وأن يعود على "ما" من قوله: "ما بعدُ" أي: يكن ما بعد "إلا" في تسلط ما قبل "إلا" عليه, كما لو عدم "إلا".

تنبيهان:

الأول: لا يكون التفريغ إلا بعد نفي, أو شَبَهه.

الثاني: يصح التفريغ "لجميع"٢ المعمولات إلا المصدر المؤكد.

فأما قوله تعالى: {إِنْ نَظُنُّ إِلَّا ظَنًّا} ٣ فمتأول.

ولما كانت "إلا" قد تكرر لتوكيد ولغير توكيد, نبه على ذلك فقال:

وأَلْغِ إلا ذات توكيد ... ...............

وهي التي يصح طرحها، والاستغناء عنها؛ لكون ما بعدها تابعا لما بعد الأولى.

فإن صح إغناء الثاني عنه جعل بدلا، وإن لم يصح عطف بالواو.

فالأول نحو: لا تمرُر بهم إلا الفتى إلا العلا

فإن العلا هو الفتي.

والثاني نحو: "لا تمرر بهم إلا زيدا، وإلا عمرا" وقد اجتمعا في قوله:

ما لَكَ من شيخك إلا عملُه ... إلا رسيمُهُ وإلا رملُه٤


١ أ، ب, وفي جـ "يكون".
٢ أ، جـ, وفي ب "في جميع".
٣ من الآية ٣٢ من سورة الجاثية.
٤ قال العيني: قائله راجز من الرّجّاز لم أقف على اسمه، وهو من شواهد سيبويه. وبحثت فلم أعثر على قائله.
الشرح: "شيخك" هكذا يقرؤه الناس قديما وحديثا بالياء المثناة بعدها خاء معجمة, ويشتهر على الألسنة أنه الجمل، ويترجح أنها "شنجك" بالنون والجيم، وهو الجمل، وأصل نونه متحركة فسكنها لإقامة الوزن, "رسيمه ورمله" ضربان من السير؛ فالرسيم: سير الجمل بدون سرعة، والرمل: السير بسرعة. =

<<  <  ج: ص:  >  >>