للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فالأول الإعراب فيه قدرا ... جميعه وهو الذي قد قصرا

يعني بالألف ما حرف إعرابه ألف لازمة كالمصطفى "وإنما"١ قدر فيه الإعراب جميعه أعني الرفع والنصب والجر، لتعذر تحريك الألف.

فإذا قلت: "جاء الفتى" فعلامة رفعه ضمة مقدرة في الألف تعذرا.

وإذا قلت: "رأيت الفتى" فعلامة نصبه فتحة مقدرة في الألف تعذرا.

وإذا قلت: "مررت بالفتى" فعلامة جره كسرة مقدرة في الألف تعذرا.

وقوله: "وهو الذي قد قصرا" إشارة إلى أن هذا النوع يسمى في الاصطلاح مقصورا؛ لأنه منع المد، ويقابله الممدود، ولذلك لا يسمى نحو "يسعى" مقصورا إذ ليس في الفعل ممدود.

وقيل: سمي مقصورا؛ لأنه قصر عن ظهور الحركات، والقصر المنع.

"والثان منقوص" يعني بالثاني: ما حرف إعرابه ياء لازمة تلي كسرة كالمرتقي.

وسمي منقوصا؛ لأنه تحذف لامه للتنوين نحو "داع ومرتق".

وقيل لأنه نقص "فيه"٢ بعض الحركات وظهر فيه بعضها.

ونصبه ظهر نحو قوله تعالى: {يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ} ٣.

ذلك لخفة الفتحة٤.

ورفعه ينوى نحو قوله تعالى: {يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِ} ٥ فعلامة رفعه ضمة مقدرة في الياء استثقالا لا تعذرا لإمكان النطق بها، وقد ظهر في الضرورة كقول الشاعر:


١ أ، ب وفي ج "وأما".
٢ أ، ب.
٣ سورة الأحقاف: ٣١.
٤ "ومن العرب من يسكن الياء في النصب أيضا. قال الشاعر:
ولو أن واش باليمامة داره ... وداري بأعلى حضرموت اهتدى ليا
قال أبو العباس المبرد: "وهو من أحسن ضرورات الشعر؛ لأنه حمل حالة النصب على حالتي الرفع والجر". ا. هـ. أشموني ١/ ٤٤.
٥ سورة القمر: ٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>