للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الصلاة والسلام أنه قال: ((يبتلى الرجل على حسب دينه)) ، فسبحان من أيده وبصره وقواه ونصره.

وقال ميمون بن الأصبغ: كنت ببغداد فسمعت ضجة فقلت: ما هذا؟ فقالوا: أحمد بن حنبل يمتحن، فأتيت منزلي فأخذت مالا له حظ وذهبت به إلى من يدخلني إلى المجلس، فأدخلوني فإذا بالسيوف قد جردت، وبالرماح قد ركزت، وبالتراس قد نصبت، والسياط قد طرحت، فألبسوني قباء أسود ومنطقة وسيفاً، ووقفوني حيث أسمه الكلام، فأتى أمير المؤمنين وجلس على كرسي، وأتى بأحمد بن حنبل فقال له: وقرابتي من رسول الله لأضربنك بالسياط، أو تقول كما أقول، ثم التفت إلى الجلاد فقال: خذه إليك. فلما ضرب سوطاً قال: بسم الله. فلما ضرب الثاني قال: لا حول ولا قوة إلا بالله، فلما ضرب الثالث قال: القرآن كلام اله غير مخلوق، فلما ضرب الرابع قال: قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا، فضرب تسعة وعشرين سوطاً. وكان تكة أحمد حاشية ثوب فأنقطعت فنزل السروايل إلى عانته، فقلت الساعة ينتهك، فرمى أحمد طرفه نحو السماء وحرك شفتيه، فما كان باسرع من أن بقى السراويل لم ينزل.

قال ميمون: ورحلت إليه بعد سبعة أيام فقلت: يا أبا عبد الله، رأيتك يوم ضربوك قد أنحل سراويلك فرفعت طرفك نحو السماء، ورأيتك تحرك شفتيك فأى شئ قلت؟ قال قلت: اللهم إني أسألك باسمك الذى ملأت به العرش إن كنت تعلم أني على الصواب فلا تهتك لي ستراً.

وقال على بن محمد القرشي: لما جرد، وبقى في سراويله، وبينما هو يضرب أنحل السراويل، فجعل يحرك شفتيه بشئ فرأيت يدين خرجتا من تحته، وهو يضرب فشدتا السراويل.

<<  <   >  >>