أخبرنا عبد العزيز بن علي القربيسي، قال حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد الحافظ، قال ثنا الحسن بن إسماعيل الربعي، قال: قال لي أحمد بن حنبل إمام أهل السنة والصابر لله عز وجل تحت المحنة. أجمع سبعون رجلاً من التابعين وأئمة المسلمين وأئمة السلف وفقهاء الأمصار، على؟ أن السنة التى توفي عليها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أولها الرضا بقضاء الله، والتسليم لأمر الله، والصبر تحت حكمه، والأخذ بما أمر الله به والنهي عما نهى الله تعالى عنه، وإخلاص العمل لله، والإيمان بالقدر خيره وشره، وترك المراء والجدال والخصومات في الدين، والمسح على الخفين، والجهاد مع كل خليفة بر وفاجر، والصلاة على من مات من أهل القبلة.
والإيمان قول وعمل يزيد بالطاعة، وينقص بالمعصية، والقرآن كلام الله منزل على قلب نبيه - صلى الله عليه وسلم - غير مخلوق من حيث تلى، والصبر تحت لواء السلطان على ما كان منه من عدل أو جور، ولا نخرج على الأمراء بالسيف وإن جاروا، ولا يكفر أحد من اهل التوحيد وإن عملوا بالكبائر والكف عما شجر بين أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وأفضل الناس بعد رسول الله أبو بكر وعمر وعثمان وعلي ابن عم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، والترحم على جميع أزواج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأولاده وأصهاره رضوان الله عليهم أجمعين.
فهذه السنة آلزموها تسلموا أخذها بركة، وتركها ضلالة. أنتهى بحروفه وقد أمتحن في مسألة خلق القرآن وضرب وحبس، فصبر على ذلك حتى أنار الله تعالى به السنة، وخذل به اهل البدعة.
[[محنة القول بخلق القرآن]]
قال الدميري: وحكي أن الشافعي - رحمه الله تعالى - لما حضر في مصر