للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أما لو تمنى أن يرزقه الله تعالى مثل ما أنعم على الآخرين، فهذا ليس من الحسد بل هو من الغبطة.

ويدخل في الحاسد العائن؛ [لأن العين] لا تصدر إلا من حاسد شرير الطبع، خبيث النفس.

وقوله: {مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ} قال الزجاج رحمه الله: ((يعني: الشيطان ذا الوسواس، الخناس الرجاع؛ وهو الشيطان جاثم على قلب الإنسان، فإذا ذكر الله تعالى خنس، وإذا غفل وسوس)).

قوله: {الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ} ظاهر قوله: ((الناس)) أنه يختص ببني آدم، ولكن قوله: ((من الجنة والناس)) يرجح دخول الجنة فيهم.

ووسوسة الشيطان تكون بكلام خفي يصل مفهومه إلى القلب من غير سماع.

٧١ - (٦) (({اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ} (١) عَقِبَ


(١) سورة البقرة, الآية: ٢٥٥.

<<  <   >  >>