وأما قوله:((اللهم أطعم مَن أطعمني، واسقِ من سقاني)) أي: اللهم أطعم من سيطعمني، واسق من سيسقيني؛ هذا هو الذي يظهر من سياق الحديث، إذ أن النبي - صلى الله عليه وسلم - دعا بهذا الدعاء، ولم يكن طعم شيئاً، وأيضاً هذا الذي فهمه المقداد - رضي الله عنه - حين قام وفعل ما فعل، وقال: لما عرفت أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قد رَوِيَ وأصبت دعوته ... ، والله الموفق وهو سبحانه أعلم.
وجاء في رواية: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - يقوله إذا أفطر عند أهل بيت.
اشتمل هذا الحديث على ثلاث دعوات كلها موجبة للأجر والبركة.
الأولى: أن من أفطر عنده الصائمون استحق الأجر الموعود به فيمن فطَّر صائماً.
الثانية: أن من أكل طعامه الأبرار كان له أجر الإطعام موفوراً لكون
(١) سنن أبي داود (٣/ ٣٦٧) [برقم (٣٨٥٤)]، وابن ماجة (١/ ٥٥٦) [برقم (١٧٤٧)]، والنسائي في عمل اليوم والليلة برقم (٢٩٦ - ٢٩٨)، وصححه الألباني في صحيح أبي داود (٢/ ٧٣٠). (ق).